على الفرماوى: إعادة النظر فى التعليم المعرفى ضرورية.. والتقنية الجديدة تكتب أوراقًا بحثية إبراهيم المعلم: نسبة بيع النشر الرقمى 1.5%.. والحرية وحقوق الملكية الفكرية أساس نمو الصناعة أحمد الغندور «الدحيح»: استخدمتها لكتابة رسالة للجهاز المناعى بينما كان الرئيس السابق لمكتب شركة مايكروسوفت فى الشرق الأوسط، المهندس على الفرماوى، يستعد لحديث عن الذكاء الاصطناعى وتطورات التحول الرقمى، قرر تطبيق تجربة Chatgpt الذى شكل الطفرة الأولى فى تقنيات خلق المحتوى فى عالم الذكاء الاصطناعى. أمد التطبيق الفرماوى بأفكار ومقترحات ومحاور للحديث، فهو النموذج الذى يعد ثورة فى عالم الذكاء الاصطناعى، قادر على كتابة مختلف المحتويات سواء كتابة قصة أو شعر أو ورقة بحثية، وانطلقت بعده برامج وتطبيقات مشابهة تشهد تطورات متلاحقة. الفرماوى، حل ضيفا على الصالون الثقافى الذى ينظمه المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة دار الشروق، عن آخر تطورات الذكاء الاصطناعى والتحول الرقمى واستخداماته فى مجالات التعليم والصحة والاقتصاد، منبهًا إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع رؤية وحكمة وشجاعة للقدرة على الاستفادة من عالم الحوسبة السحابية cloudcpmputing والتحولات الرقمية الذكية، محذرًا من استمرار الفجوة الرقمية بين المجتمعات. الصالون الذى انعقد قبل أسابيع وحضره مجموعة من الكتاب والمثقفين، بهدف الاستماع لشخصيات لديها خبرات ومعلومات فى مجالات مختلفة، لفت خلاله المهندس إبراهيم المعلم إلى اللقاء الأول له مع الفرماوى عقب مؤتمر اتحاد الناشرين الدولى الذى استضافته الأرجنتين عام 1999، وقال المعلم: «خلال المؤتمر ظهر الحديث عن النشر الرقمى ما قبل عصر التابلت، وشركات التكنولوجيا كانت تتحدث عن خطتها للتطوير واختراع جهاز يستوعب 10 آلاف كتاب». وأشار المعلم إلى كلمة رئيس الاتحاد الدولى للناشرين حينها بالقول: «يخترعون ديجتال أو ما بعد الديجيتال، نحن لسنا ناشرى ورق، نحن ناشرو محتوى، وكلما ظهر اختراع جديدة يكون أفضل ويعزز توصيل الفكر لأكبر عدد من الناس». فى الوقت نفسه لفت المعلم النظر إلى أن رئيس الاتحاد أكد حينها أن أهم قضيتين فى النشر هما الحرية التى تتضمن حرية النشر والقراءة والتصدير والاستيراد، وحرية الناشر والقارئ والمؤلف، والقضية الأخرى هى حقوق الملكية الفكرية التى بدونها لن تتقدم الصناعة ولن تزدهر. وأوضح المعلم أنه رغم بدء وتطور عالم النشر الرقمى فإن «أقصى حاجة نبيعها رقميا هى 1.5 % من مبيعات الورق، والعالم يبيع أكثر من 20%». النشر الرقمى وخلق المحتوى الرقمى والتنافسية وعلاقتهم بالثقافة والتعليم والاقتصاد، كانت هى المحاور الأساسية التى تحدث عنها الفرماوى، فى اللقاء الذى شارك فيه وزير الثقافة الأسبق الدكتور عماد أبو غازى، والدكتور أحمد سعيد، وأحمد الغندور «الدحيح»، والكتاب محمد المنسى قنديل، ومحمد أبو الغار، ومى التلمسانى... وأميرة أبو المجد، العضو المنتدب لدار الشروق، وشريف المعلم، العضو المنتدب لجريدة الشروق، وأحمد بدير، مدير عام الشروق، والكتاب الصحفيون عمرو خفاجى، وخالد أبو بكر، وعماد الدين حسين. واستعرض الفرماوى تطورات عالم الذكاء الاصطناعى التى بدأت ببرنامج ChatGPT الذى يعمل على خلق المحتوى وليس مجرد ردود آلية وإنما خلق محتوى جديد، وشرح الآلية التى تعتبر أحدث مرحلة فى عالم الذكاء الاصطناعى التى تعمل على إنتاج محتوى جديد من خلال كميات ضخمة من البيانات المخزنة والنتائج المتراكمة، مشيرًا إلى تجارب سابقة له مع CahtGPT لكتابة ملخص سيرة ذاتية أو اقتراح محتوى، وقال: «استعنت به للحديث اليوم»، موضحًا: «هو نموذج لغوى وليس حسابيا يعمل من خلال التدريب المستمر من خلال المعلومات الضخمة التى يخزنها والتى يستمر تدفقها على المنظومة». يقاطعه رجل الأعمال والسياسى، أحمد سعيد قائلا: «سنة 1994 الناس قالت الكمبيوتر سيتحكم فى العالم، لكن الكمبيوتر تحكم فى العالم مع مجىء الإنترنت سنة 1995 وتغير العالم»، أما عن ChatGPT فيوضح سعيد: «بطريقة مبسطة لو دخلت على جوجل وسألت عن الفرق بين نوعين للسيارات يعطيك كل المعلومات وأنت تعقد المقارنة، لكن لو سألت ChatGPT سيقول لك فعلًا الفرق كأنك تتحدث مع شخص ويرد عليك ليس مجرد آلة تعطيك كل المقالات»، منبهًا: «وهذه خطورته فى التعليم... أى واحد يكون قادر على كتابة ورقة». يوضح رئيس مكتب مايكروسوفت فى الشرق الأوسط سابقًا أن ChatGPT الذى حظرته بعض المدارس فى الخارج يساعد على كتابة الأوراق «لا يمكن يتعرف أنك لست كاتبها». يسترجع الفرماوى كلمة الملياردير الصينى، جاك ما، فى مؤتمر دافوس قبل ثلاث سنوات: «فى ظل الذكاء الاصطناعى والقوى المرعبة للآلة، التعليم القائم على المعرفة لن يؤدى الغرض، لذا يطالب جاك ما بإعادة النظر فى التعليم «لابد أن نغير ما نعلمه وكيف نعلمه، فالتعلم بناء على تمرير المعرفة معناه منافسة غير متكافئة مع الآلات، الأجيال القادمة قادرة على صناعة المستقبل إذا كان عندهم قيم ووجهات نظر مختلفة، التركيز أكثر على القيم الإنسانية والفكر والتفكير المستقل والعمل الجماعى والعلوم الاجتماعية والفنون». يقول الفرماوى إن «جاك ما واحد من الناس الذين يدقون جرس لإنذار لكن الموضوع لم يتم حله حتى الآن وأعتقد لن يتم حله فى وقت قريب». من جهته ربط الكاتب والدكتور محمد أبو الغار، رائد طب أطفال الأنابيب فى مصر، بين الذكاء الاصطناعى والتطور الطبى وإمكانية اختيار الأجنة القادرة على الاستمرار والحياة داخل الرحم، وهو ما أكده الفرماوى، موضحًا أن المراحل المتقدمة من الذكاء الاصطناعى تتعامل مع المعلومات الهائلة المتراكمة والتعلم العميق للآلة وقدرتها على التعامل مع المعلومات وتحليلها والخروج بتوصيات. يشير الفرماوى إلى اتفاق بين شركة ميكروسوفت ونوفارتس الطبية لتحليل معلومات خاصة بمرضى السرطان تعادل 3 ملايين سنة.. وهذ نموذج للحوسبة. أما «الدحيح»، أحمد الغندور، المتخصص فى صناعة محتوى يستهدف تبسيط العلوم، فقد استعرض تجربته مع برنامج CahtGPT قائلا: «طلبت منه كتابة رسالة عنيفة وشديدة اللهجة للجهاز المناعى». وكتب بالفعل: «أنا محبط منك جدًا لأنك جهاز مناعى تعمل أمراض مناعية بدلًا من القضاء على البكتريا والفيروسات وتعمل على وجود أمراض أخرى»!!. وانتقل الفرماوى فى حديثه من عالم CahtGPT إلى عالم الحوسبة السحابية Cloud Copmuting، التى تجعلنا أكثر قدرة على ممارسة الكثير من المهام باستخدام التكنولوجيا وبأقل تكلفة، مستعرضًا تقنيات إنترنت الأشياء ومن بينها السيارات ذاتية القيادة التى تعتمد على وجود أدوات استشعار وإرسال إشارات لأجهزة كبيوتر فائقة السرعة. وبشأن تأثير التحول الرقمى على الاقتصاد، تحدث الفرماوى عن عدد من التجارب الناجحة فى مجتمعات مختلفة، مشيرًا إلى تجربة مجتمع المزارعين فى كينيا الذى تمكن من ابتكار أدوات تكنولوجية خاصة به، موضحًا أن المزارعين فى كينيا يحتاجوا قبل موسم الحصاد تعيين عمالة مؤقتة تعمل وتحصد، لكن تواجههم مشكلة عدم توفر أموال لدفع رواتب للعمالة فيحتاج للاستدانة وبعد بيع الحصاد يسد الدين. هم بدءوا يحلون المشكلة بنظام تكنولوجى يربط البنوك بشركات التأمين بجمعيات زراعية»، ليتمكن المزارع الذى لا يستخدم هاتفا ذكيا من التعامل مع منظومة أسرع»، كون حلقة وصل وجمع معلومات أصبحت قادرة على البت فى عشرات طلبات القروض فى يوم واحد، فبمجرد تقديم الطلب يتاح للبنك المعلومات عن المزرعة وتاريخها ويتاح لشركة التأمين المعلومات والملفات فيتمكن البنك من البت فى الطلب فى أسرع وقت، كل هذا لأنهم كتبوا برامج واستعملوا الحوسبة السحابية لترجمة معلومات المزرعة ورفعها على النظام. يشدد الفرماوى: «هذه التجربة الناجحة ابتكرتها شركات صغيرة والإبداع ليس حكرا على أحد، والفكرة ممكن تطلع من أى مكان»، مضيفًا: «أى تغيير كبير يحتاج رؤية وشجاعة لتنفيذ الرؤية وحكمة»، مؤكدًا على أن المحاور الثلاثة بداية اللحاق بركب التكنولوجيا المتطورة فى المجالات المختلفة.