علنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا اليوم الثلاثاء أن فرنسا بدأت في إجلاء مواطنيها من النيجر فى أعقاب انقلاب عسكري ، حيث أقلعت أول طائرة تقل أكثر من 260 شخصًا من العاصمة نيامي. وقالت كولونا على وسائل التواصل الاجتماعي إن 12 طفلا رضيعا كانوا على متن الرحلة. ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان هناك مواطنون من غير الجنسية الفرنسية على متن الطائرة. وذكرت هيئة الأركان الفرنسية أنه من المقرر أن تغادر طائرة أخرى في وقت لاحق من الليل. وبحسب ما ورد تم توفير طائرة ثالثة. وكانت فرنسا قد عرضت أيضا إجلاء أشخاص من دول أوروبية أخرى. وفي وقت سابق،نصحت وزارة الخارجية في الألمانية رعاياها في النيجر بقبول العرض. وقالت باريس إنها تقوم بإجلاء مواطنيها بعد إغلاق المجال الجوي للنيجر، مما يهدد بترك الأشخاص عالقين في البلاد. وشهدت النيجر مظاهرات اتسمت بالعنف لدعم الانقلاب العسكري الذي شهد إطاحة ضباط من وحدة النخبة التابعة للجنرال عمر تشياني بالرئيس محمد بازوم يوم الأربعاء الماضي. وأفادت تقارير بأن متظاهرين تجمهروا أمام السفارة الفرنسية، وتردد أنهم انتزعوا لوحة السفارة ووطئوها باقدامهم ووضعوا محلها علمي النيجر وروسيا. واتهم المجلس العسكري الجديد في النيجرفرنسا بالتخطيط للتدخل العسكري في البلاد. وبعد وقت قصير من انقلاب تشياني، أعلن نفسه رئيسا فعليا للنيجر، وعلق العمل بالدستور وحل جميع المؤسسات الدستورية. ولا تعترف فرنسا بالحكام الجدد وتدعو إلى العودة إلى النظام الدستوري المحيط بالرئيس بازوم المنتخب ديمقراطيا. يشار إلى أن فرنسا كان لديها ما بين 500 إلى 600 مواطن في النيجر، بالإضافة إلى جنود فرنسيين يتمركزون في البلاد. ولدى فرنسا،المستعمر السابق للبلاد، نحو 2500 جندي يتمركزون في النيجر وفي تشاد المجاورة أيضا. وكانت النيجر حتى وقت قريب واحدة من آخر شركائها المحليين في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الأوسع نطاقا . وكانت دول أوروبية أخرى تتطلع أيضا إلى إجلاء مواطنيها في أعقاب الاضطرابات. وقال وزير الخارجية الإيطالي انطونيو تاجاني إن بلاده سوف تجلي مواطنيها أيضا على متن طائرة خاصة. وأوضح أن هناك نحو 100 مواطن إيطالي في النيجر، مضيفا أن سفارة بلاده في نيامي، عاصمة النيجر، ستظل مفتوحة. كما تعمل وزارة الخارجية الإسبانية على إجلاء نحو 70 من مواطنيها، حسبما ذكرت شبكة "ار تي في اي" الإسبانية العامة. ووجهت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك الشكر إلى نظيرتها الفرنسية كاترين كولونا على اعتزام الحكومة الفرنسية إجلاء مواطنين ألمان من النيجر، ونشرت الخارجية الألمانية اليوم بيانا لبيربوك قالت فيه إن "الأولوية القصوى في هذه الساعة بالنسبة للحكومة الألمانية هي بالطبع أمن المواطنين الألمان في النيجر. كما حدث بالفعل في أزمات سابقة فإننا ننسق بشكل وثيق مع فرنسا وشركائنا الأوروبيين الآخرين". يشار أيضا إلى أن النيجر أيضا هي محل اهتمام الاتحاد الأوروبي بسبب اليورانيوم، لكن المفوضية الأوروبية قالت اليوم الثلاثاء إن إمدادات اليورانيوم آمنة. يذكر أن اليورانيوم معدن مشع ثقيل، ويستخدم في تشغيل المفاعلات النووية، فيما تعتبر النيجر موردا مهما لبعض دول الاتحاد الأوروبي. وقال متحدث إنه توجد احتياطيات كافية في السوق العالمي لتغطية احتياجات التكتل على المدى المتوسط والطويل.