قالت القوات المسلحة السودانية، إنها أرسلت وفدًا إلى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، بتاريخ 5 مايو 2023م، استجابةً لمبادرة مشتركة طرحتها كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة العربية السعودية. وأضافت في بيان لها، اليوم الخميس، أن «إرسال الوفد يأتي حرصًا من القوات المسلحة السودانية على رفع المعاناة عن كاهل المواطنين، وإيماناً منها بالانفتاح على كل المبادرات الساعية إلى إيجاد حلول؛ تقود لإنهاء الأزمة الراهنة بالبلاد». ولفتت إلى أن «الوفد انخرط في مباحثات غير مباشرة، بتسهيل من المسهلين، نتج عنها إعلان جدة لحماية المدنيين في السودان الموقع بتاريخ 11 مايو 2023م، والذي نص على إخلاء المتمردين لمنازل المواطنين ومرافق الخدمات العامة والمستشفيات، وغيرها من الالتزامات التي شكّل عدم تنفيذها من قوات الدعم السريع، حجر عثرة أمام التفاهمات اللاحقة». وأوضحت أن الوفد أثناء تواجده في مدينة جدة، عمل على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة لمواطني السودان، مما دفعهم للقبول باتفاق هدنة لمدة سبعة أيام بتاريخ 20 مايو 2023م، وتم تمديدها لمدة خمسة أيام أخرى. وأشارت إلى «تعليق المباحثات من قبل المسهلين في الأول من يونيو الماضي؛ نتيجة لعدم تحقيق أي تقدم يذكر، وذلك لعدم إيفاء المتمردين بمتطلبات الاتفاق»، مضيفة: «وخلال تلك الفترة استمر وفدنا- الذي ظل في مدينة جدة طوال هذه المدة- في تسهيل انسياب المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع المسهلين والفاعليين في الشأن الإنساني». وذكرت أن الوفد انخرط عقب عطلة عيد الأضحى المبارك، في إجراء مباحثات غير مباشرة برعاية الجانب السعودي، وقد تم التوصل إلى تفاهمات مبدئية حول اتفاقية إعلان المبادئ العامة للتفاوض وآلية المراقبة والتحقق، وتتمثل في إنشاء (المركز المشترك لوقف اطلاق النار)، الذي ستقوده المملكة العربية السعودية. وصرحت بأن الوفد تباحث حول مسودة وقف للعدائيات تم التوافق فيها على كثير من النقاط، إلا أن الخلاف حول بعض النقاط الجوهرية، ومن بينها: إخلاء المتمردين لمنازل المواطنين بكل مناطق العاصمة، وإخلاء مرافق الخدمات والمستشفيات والطرق، أدى إلى عدم التوصل لاتفاق وقف العدائيات. واستطردت: «نتيجة لذلك عاد وفدنا إلى السودان يوم الأربعاء 26يوليو 2023م للتشاور، مع الاستعداد لمواصلة المباحثات متى ما تم استئنافها بعد تذليل المعوقات». وثمنت الجهود الكبيرة والمقدرة التي يبذلها الأشقاء في المملكة العربية السعودية؛ من أجل إنجاح جميع جولات هذه المباحثات، مؤكدة الرغبة في التوصل إلى اتفاق فاعل وعادل؛ يوقف العدائيات ويمهد لمناقشة قضايا ما بعد الحرب.