ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه في حين يتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بدعم طويل الأمد لأوكرانيا، تلوح في الأفق الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل. وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه بعد دقائق من تأكيد بايدن لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه يمكنه الاعتماد على دعم الولاياتالمتحدة مهما طال الأمر، استغل الأول الفرصة للتحدث ليس فقط مع حلفاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) ولكن أيضًا للجمهور الذي الذي يبعد آلاف الأميال. وقال زيلينسكي، موجها حديثه للأمريكيين مباشرة: "أفهم أن هذه أموالكم كلها. تنفقون هذه الأموال من أجل أرواحنا". وبالرغم من وعود بايدن المتكررة بالوقوف بجانب أوكرانيا في حربها ضد روسيا، لاحت الأسئلة بشأن مدة صلاحية الدعم بين الأمريكيين والمشرعين على قمة الحلفاء الغربيين. وحتى بينما كان الرئيس الأمريكي يعلن عن التزامه طويل الأمد، كانت مجموعة من المشرعين الجمهوريين في واشنطن يدفعون بتشريع من شأنه تقليص الدعم إلى كييف، الأمر الذي يكشف عن تصعدات في الحزب الجمهوري، ويثير شكوكاً بشأن التزامه حال وصول مرشح جمهوري إلى البيت الأبيض العام المقبل. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن المرشحين الجمهوريين اللذين يتصدران الاستطلاعات، دونالد ترامب ورون ديسانتيس، عبروا عن تحفظات بشأن مواصلة معاملة الحرب كأولوية للولايات المتحدة، مما أثار القلق بين بعض الحلفاء الغربيين، ودفع بالانتخابات الأمريكية كعنصر رئيسي في آفاق أوكرانيا للنصر. وفي قمة الناتو، كان بايدن عازما على تناول تلك الشكوك، متعهدا بمواصلة حشد التحالف دعما لأوكرانيا، والتحدث مع الرأي العام في الولاياتالمتحدة، وإعداد الأمريكيين لمواجهة طويلة الأمد مع روسيا. وخلال خطاب في جامعة فيلنيوس بعاصمة ليتوانيا، قارن بايدن محنة أوكرانيا بصراع الحرب الباردة من أجل الحرية في أوروبا، وهو نضال حظى بتأييد ساحق من الحزبين الديمقراطي والجمهوري. وقال بايدن: "لن نتردد"، وهي رسالة رددها معظم قادة الناتو، مضيفا: "أنا أعني ذلك. لن يضعف التزامنا تجاه أوكرانيا". ومع ذلك، تساءل بعض القادة صراحة بشأن الفترة التي يمكن لكييف خلالها الاعتماد على الدعم الأمريكي القوي. ونبه رئيس التشيك بيتر بافيل في اليوم الأول من القمة، إلى أن أوكرانيا بحاجة إلى إحراز تقدم عسكري "بحلول نهاية هذا العام" بشكل أو بآخر بسبب الانتخابات في الولاياتالمتحدة، مشيرا إلى أنه بحلول العام المقبل قد يكون هناك "تراجع آخر في الاستعداد لدعم أوكرانيا على نطاق واسع بمزيد من الأسلحة". وذهب وزير الدفاع البريطاني بن والاس إلى حد "تقديم كلمة تنبيه بسيطة" من أنه يجب على أوكرانيا التعبير عن مزيد من التقدير للحلفاء لإرسالهم عشرات مليارات الدولارات من المساعدات إلى كييف وأضاف والاس: "أحيانا يتعين عليك إقناع المشرعين في أمريكا. يتعين عليك إقناع الساسة المشككين في الدول الأخرى، كما تعلمون، الأمر يستحق العناء". وفي رد صارم على والاس، قال زيلينسكي لاحقا للصحفيين: "يمكنه أن يكتب لي بشأن كيف يريد أن يوجه له الشكر". وبينما أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تفاءله بشأن التعاون مع الولاياتالمتحدة في قمم مستقبلية للناتو، مزح بشأن حالة عدم اليقين المرتبطة بمستقبل القيادة الأمريكية. وقال أردوغان لبايدن: "مع الانتخابات المقبلة، أود أن أستغل هذه الفرصة لأتمنى لك وافر الحظ"، الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي للضحك والتأكيد له أنه سيلتقيه مجددا في السنوات المقبلة. لكن بدا أن تلك المخاوف التي عبر عنها أولئك القادة لها بعض الأسس، بالنظر إلى شكوك الجمهوريين. وقال السفير الأمريكي السابق في أوكرانيا ويليام تايلور: "أنا قلق بالطبع بشأن القيادة. القيادة الأمريكية في هذه المسألة ستكون أساسية، وسيتعين عليها أن تستمر في أن تكون من الحزبين". وقال مساعدون لبايدن إنهم يعتقدون أن قدرته على بناء الدعم لأوكرانيا داخليا وخارجيا ستكون أحد الإنجازات الدائمة لرئاسته. وقد قدم نفسه كشخص يمكنه إصلاح الانقسامات التي عمقها خصومه. ومن المتوقع أن يؤكد خلال الحملة الانتخابية على بناء توافق الآراء في قاعات الكونجرس وعلى المسرح العالمي خلال ما وصفه بأنه نقطة تحول للعالم. ورأت "نيويورك تايمز" أن قرار تركيا بعدم الوقوف أمام انضمام السويد للناتو وإعلان زيلينسكي أن القمة أعطت أوكرانيا "انتصارا أمنيا كبيرا" سيساعد بايدن على الأرجح. لكن يظل العديد من الناخبين الأمريكيين غير مقتنعين، لاسيما بشأن سجله الاقتصادي. وخلال العام الماضي، حاول بايدن تأطير المصاعب الاقتصادية التي تأتي مع مساعدة أوكرانيا كتكلفة للدفاع عن الديمقراطية، لكن تذبذب بعض التأييد بين الرأي العام في بعض الأوقات بينما واجه الأمريكيون ارتفاع الأسعار، وصارع الأوروبيين أزمة الطاقة بعد وقف اعتمادهم على الغاز الروسي.