قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إنه سيعبر عن مخاوف أنقرة بشأن انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) في قمة الحلف العسكري يوم الثلاثاء المقبل، في العاصمة الليتوانية فيلنيوس. وتساءل أردوغان أثناء حديثه مع مجموعة من الطلاب العسكريين في إسطنبول: «كيف يمكن لدولة لا تنأى بنفسها عن الجماعات الإرهابية أن تنضم إلى حلف الناتو؟»، في إشارة إلى السويد. وتتهم تركيا، السويد بدعم جماعات تعتبرها أنقرة إرهابية، في إشارة بشكل رئيسي إلى مسلحي حزب العمال الكردستاني المحظور الذين يقاتلون من أجل حصولهم على الحكم الذاتي في جنوب شرق تركيا. وقال أردوغان إنه سيثير مثل هذه المخاوف مع قادة التحالف في فيلنيوس، متهما ستوكهولم بالسماح لمن سماهم «الإرهابيين» بالتظاهر على أراضيها. ولا يمثل مسار السويد المتعثر نحو الانضمام للناتو، القضية الرئيسية الوحيدة على جدول أعمال قمة الأسبوع المقبل التي تنطلق الثلاثاء المقبل وتستمر لمدة يومين. ومن المقرر أيضا أن يحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قمة الناتو، ويضغط بشدة من أجل انضمام بلاده للحلف. غير أن الأمين العام للحلف، ينس ستولنبرج، ودولا أعضاء أخرى، أحجموا عن منح أوكرانيا دعمهم الكامل للانضمام للناتو على الفور. وقال ستولتنبرج يوم الجمعة في بروكسل، إن زعماء الناتو سيوافقون الأسبوع المقبل على حزمة دعم لأوكرانيا تشكل علاقات كييف المستقبلية مع الحلف العسكري، وقال: «سنجعل أوكرانيا أكثر قوة ، وسنضع رؤية لمستقبلها». ويشمل الدعم طويل الأجل المزمع لأوكرانيا، برنامج مساعدات لعدة سنوات وعلاقات سياسية أقوى مع كييف وإعادة تأكيد وعد الناتو الذي طال انتظاره بقبول انضمام أوكرانيا إلى الحلف. كانت دول الناتو قد اتفقت في عام 2008 على أن تصبح أوكرانيا عضوا في الحلف، ومع ذلك، فإن التحالف يستبعد، بشكل عام، قبول انضمام بلد يعاني من نزاع إقليمي مستمر. وعندما تم الإعلان عن حزمة الدعم لأول مرة في أبريل الماضي، قال دبلوماسيون في الناتو إن تمويلا بقيمة 500 مليون يورو (544.5 مليون دولار) سنويا سيكون محل دراسة. وقال ستولتنبرج إن القمة ستبعث برسالة واضحة إلى موسكو، مضيفا أن الناتو يقف متحدا وأن ما سماه العدوان الروسي لن يؤتي ثماره. وصرح ستولتنبرج بأن قادة الناتو سيدعمون في القمة أيضا خططا حول كيفية الرد على هجوم محتمل من قبل روسيا أو أي جماعة إرهابية وكذلك تعزيز إنتاج الأسلحة. ولتمويل استجابة الناتو للحرب الروسية في أوكرانيا وتغير المشهد الأمني، اتفق حلفاء الناتو على زيادة إنفاقهم الدفاعي السنوي إلى ما لا يقل عن 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي، حسبما أفادت مصادر في الحلف لوكالة الأنباء الألمانية. وكانت سياسة الدول الأعضاء بالحلف من قبل، تتمثل في زيادة تدريجية للاستثمارات في مجال الدفاع بحيث تصل إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي لها بحلول عام 2024، غير أن الكثير من الدول لا يزال يعجز عن الوفاء بذلك. وسيصبح التعهد المفروض ذاتيا، الآن، هو المقدار الأقل المتوقع من أعضاء الحلف لتعزيز عملية إعادة التسلح، في أعقاب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا. وتمثل هذه الخطوة تحولا كبيرا في مواقف أعضاء الحلف، بعد سنوات من الخلاف بشأن مستويات الاستثمار المتدنية. ومن المتوقع أن يعتمد زعماء الناتو، تعهد الإنفاق الدفاعي في قمة فيلنيوس الأسبوع المقبل.