أعلنت مجموعة شركات عز للصلب، والتي تستحوذ على نحو 60% من السوق المحلى، أن ارتفاع أسعار الحديد يعود بالأساس إلى تزايد الطلب على العالمي على المواد الخام. وكانت الشركة قد أعلنت عن زيادة أسعار بيع حديد التسليح للمستهلك النهائي (تسليم شهر أبريل) بمقدار 820 جنيها عن أسعار شهر مارس التي كانت تبلغ 3280 جنيها (تسليم أرض المصنع) و3400 جنيه تسليم المستهلك النهائي. وأكد البيان الصادر عن المجموعة اليوم الخميس، أن هذا الارتفاع الكبير في السعر على مدى الأسابيع القليلة الماضية بصورة متتالية لم يشهدها العالم منذ عام 2008، يأتي نتيجة ارتفاع أسعار الخامات من خردة وبيليت، والذي جاء كرد فعل لزيادة الطلب العالمي مع بدء التعافي في اقتصاديات كثير من البلدان، خاصة الأسواق الناشئة وعلى رأسها الصين التي مازالت تحقق معدلات نمو مرتفعة، وأضاف البيان أن تعافى اقتصاديات كثير من الدول تزامن مع المفاوضات الجارية بين الشركات العالمية الموردة للخام وبين المنتجين الرئيسيين، مما نتج عنه إقرار زيادة قدرها 90% لعام 2010. وأرجع البيان تزايد الطلب العالمي على الخامات إلى 4 أسباب رئيسية، أهمها تخلص الأسواق من المخزون الفائض من الحديد الذي تراكم نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية وكساد الطلب في معظم مناطق العالم, وبالتالي الرغبة في إحلال ذلك المخزون من قبل حلقات التوزيع المختلفة، والثاني زيادة الطلب تدريجيا بدءا من النصف الثاني من 2009 وظهر ذلك جليا في اقتصاديات رئيسية مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول شرق آسيا ومنطقة الشرق الأوسط. بالإضافة إلى إعادة تشغيل الطاقات المعطلة لتلبية احتياجات الطلب المتزايد مع توقعات بزيادة نسبة استهلاك الصلب بنسبة 11% عام 2010، طبقا لتقارير المنظمة العالمية للصلب بما يعادل 122 مليون طن عن عام 2009، واستمرار معدلات النمو بنسب عالية في كل من الصين والهند بمعدلات تتراوح بين 7 % إلى 10% سنويا مع التركيز على زيادة الطاقات الإنتاجية لتلبية حوالي 40% من سكان العالم. وأوضح بيان مجموعة عز للصلب، أن كل هذه العوامل أدت إلى زيادة أسعار المواد الخام الرئيسية التي تدخل في صناعة حديد التسليح (الخردة والبيليت) بنسبة تراوحت بين 26% إلى 32% خلال الشهر الماضي حيث ارتفعت أسعار الخردة بمقدار 83 دولارا للطن من 317 دولارا في نهاية شهر فبراير إلى 400 دولارا للطن حاليا وذلك من بلد التوريد الرئيسي وهو أوكرانيا ونتيجة لذلك ارتفعت أسعار البيليت بمقدار 148 دولارا للطن من 465 دولارا إلى 613 دولارا للطن توريد أوكرانيا. وانعكست تلك الزيادة على تكلفة الإنتاج، ومن ثم أسعار المنتج النهائي في جميع أنحاء العالم، بما يعادل ألف جنيه لطن الحديد التركي الذي وصل إلى 3950 جنيها والسعودي الذي وصل إلى 4250 جنيها والأردن 4675 جنيها وسلطنة عمان 4273 جنيها والكويت 4567 جنيها والإمارات 4520 جنيها واليمن 4 آلاف تقريبا. وأشار البيان إلى أن أسعار بيع حديد عز (تسليم شهر أبريل) التي تبلغ حوالي 4 آلاف جنيه تقل عن الزيادة الفعلية في أسعار بيع الحديد في كثير من العربية، ومن المتوقع أن تصدر باقي الشركات (العتال وبشاى والاستثماري) بيانات أسعارها خلال الأيام القليلة القادمة بعد إعلان مجموعة عز. يذكر أن الأسواق المحلية ظلت تترقب خلال الأيام الماضية إعلان شركات إنتاج حديد التسليح الأسعار الجديدة (تسليم شهر أبريل)، وعلى رأسها شركة حديد عز، وسط توقعات بارتفاع السعر، وشهدت الشركات المحلية اجتماعات ومشاورات مكثفة حضرها ممثلون عن وزارة التجارة والصناعة والوكلاء والموزعون.