ألقى السفير محمد مصطفى عرفي المندوب الدائم لجمهورية مصر العربية والرئيس الحالي للدورة 159 لمجلس جامعة الدول العربية، كلمة رئاسة الدورة، أمام الدورة غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين، اليوم الثلاثاء، متطلعا أن تكون معبرة بالشكل الكافي عن مواقف كل الدول الأعضاء، حيث تتماشي مع الموقف العربي الموحد إزاء القضية الفلسطينية والذي يتم التعبير عنه في مختلف القارارت التي تصدر عن القضية الفلسطينية من مجلس الجامعة بمستوياته المختلفة. وقال السفير عرفي، خلال اجتماع طارئ للجامعة على مستوى المندوبين لبحث العدوان على جنين، اليوم الثلاثاء: "أصحاب السعادة المندوبون الدائمون ورؤساء وفود الدول العربية الشقيقة معالي السيد السفير محمد ولد أكيك، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشئون القانونية بالأمانة العامة السيدات والسادة الحضور الكريم، في انتهاك واضح وصريح للقانون الدولي والشرعية الدولية، تضيف سلطات الاحتلال الإسرائيلي خطأ جديدا فوق أخطاء عديدة متراكمة، جريمة جديدة سال فيها الدم الفلسطيني مجددا، بما ينذر بعواقب وخيمة تهدد الأمن والاستقرار بالولوج غير المحسوب في دائرة العنف يكون الكل فيها خاسراً، بما فيهم الشعب الإسرائيلي نفسه". وأضاف: "ما يجري في جنين، من قتل وحشي باستخدام آلة الحرب الإسرائيلية من شأنه أن يقلص إلى حد كبير فرص إحياء عملية السلام، بل وأن يعيق الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة والتسوية اللازمتين لذات الغرض الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة، والعالم بأسره". وأكد: "لا نفصل أبدا هنا، كرئاسة المجلس بين ما تشهده جنين خلال الأيام الماضية، ومسلك الحكومة الجديدة في إسرائيل وسعيها الاستيطاني المحموم لاستلاب الارض الفلسطينية، بما يمثل افتئاتا على ما ذهب عليه توافق المجتمع الدولي بشأن أهمية حل الدولتين.. وسعيًا واضحا لوأده في مكمنه". وتابع: "لا نفصل هنا، ولا نستطيع تجاهل أن ما يحدث في جنين مرتبط، بصورة ما، بما يتعرض له الأقصى المبارك / الحرم الشريف، البالغ مساحته 144 ألف متر، من انتهاكات مستمرة بوتيرة متسارعة، بتوجهات علنية وليست فقط مستترة من قبل متطرفين". وحذر من أن هذا الأمر بمساعيه الكامنة للتقسيم الزماني أو المكاني للحرم الشريف، وتجاوز حقيقة أنه مكان عبادة للمسلمين وحدهم لهو مجازفة خطيرة تسهم في تديين مؤكد للصراع السياسي، بل وتمثل تحديا سافرًا وخطيرًا لمشاعر ومعتقدات قرابة 2 مليار مسلم، أي ربع قوام البشرية، وهذا ما لا يمكن لأحد تحمل تبعاته أو تصور مآلاته.. فالأقصى هو ثالث مقدسات المسلمين، وجزء من عقيدتهم. وأكد على دور الوصاية الهاشمية في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية، وأن التضييق على عمل هيئة الأوقاف الأردنية قد يعجل من حدوث أزمات مستعصية تلوح إرهاصاتها في الأفق مما قد يصعب كثيرًا نزع فتيلها في الوقت المناسب، كما أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة تؤجج الوضع وتصعب من جهود تحقيق التهدئة وخفض التوتر بما يعيق تهيئة الأجواء لإعادة إحياء مسار عملية السلام. وأضاف: "نري هنا ونؤكد أن حل الدولتين المنشود من كل الأطراف يتحقق فقط بقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة قابلة للعيش والنماء وعاصمتها القدسالشرقية على خطوط الرابع من يونيو 1967". وقال إن القضية الفلسطينية صحيح أنها قضية العرب المركزية، وصحيح أيضًا أنها قضية الشرفاء في العالم بأسره.. الشرفاء ذوو الضمائر الدين يرفضون الضيم والظلم ونقيصة الاحتلال المستمر منذ 75 عاما ما يمثل وصمة عار في جبين الإنسانية. وفي ختام كلمته دعا إلى الوقوف دقيقة تحية لأرواح الشهداء وقراءة الفاتحة ترحما عليهم والتحية دائما لفلسطين الحبيبة وشعبها الصامد الأبي الكريم.