الدفع أو الغرق!

فشل أليكس بيليني فى محاولته لقطع مسافة 18 ألف كيلومتر مجدفا على متن قاربه في المحيط الهادي بين ليما وسيدني وذلك قبل 65 كيلومترا فقط من إكمالها.
فبعد تسعة شهور قضاها بيليني في البحر وعلى مقربة من الساحل الشرقي لأستراليا أطلق المغامر الإيطالي جهاز المرشد اللاسلكي لتحديد المواقع فى حالات الطواريء مستدعيا رجال الإنقاذ الذين هرعوا إليه وكان ذلك في ديسمبر الماضي.
ولم تكن المسألة عملية إنقاذ صعبة أو باهظة التكلفة ، لكنها أثارت جدلا في أستراليا ونيوزلندا حول تشديد القيود على المغامرات البحرية التي يقوم بها الهواة بشكل فردي.
ومع وجود أجهزة الهواتف المحمولة المتصلة بالقمر الصناعي وأجهزة المرشد اللاسلكي لتحديد المواقع ، قال البعض إنها سهلت على المغامرين كثيرا الاعتماد على أموال دافعي الضرائب في عمليات الإنقاذ في حالة مواجهتهم أي مشكلات.
ودعا البعض لأن يقدم هواة القيام برحلات بحرية بشكل فردى كتلك التي قام بها بيليني وثيقة تلزمه بدفع مقابل أي عملية إنقاذ ضرورية ، ويرى آخرون إن مجرد فرض حظر بسيط يعتبر أنسب الطرق لمنع هذه الرحلات.
وبلغ الجدل ذروته باعتزام الإنجليزي أوليفر هيكس - 27 عاما - القيام برحلة تجديف وشيكة منفردا حول العالم ، وسيقضي هيكس 22 شهرا مجدفاَ عبر مياه المحيط المتجمد الجنوبي لمدة 500 يوم متواصل.
ويعترف هيكس بأن الرحلة : "في غاية الصعوبة , وهي أقصى درجات المغامرة ، وربما توازى السعى للوصول لقمة إيفرست".
وقال تريفور فاوست الناطق باسم هيئة السلامة البحرية في تيسمانيا : " إننا نوصي بإعادة التفكير بسبب ما تنطوى عليه من درجة مخاطرة عالية".
وتكمن المخاوف بالطبع في موت هيكس في البحر ، فلا ترغب تيسمانيا في أن يؤرق ضميرها أنها لعبت دورا في تسهيل هذه الرحلة التي ربما تنتهى بوفاته
ولا توجد في التشريع الأسترالي أحكام يمكن استخدامها لمنع هيكس من الانطلاق فيما يراه كثيرون رحلة متهورة ، والأمر مختلف في نيوزيلندا حيث نجحت السلطات في منعه من القيام بمحاولته.
ورفضت ليندساي ستورت من الهيئة البحرية في نيوزيلندا منح هيكس تصريحا بالإبحار بسبب : " المخاطر الملازمة لخطة السيد هيكس والتي مثلت خطرا كبيرا على سلامته وتهدد المشاركين في أية محاولة إنقاذ محتملة" , وكان هذا المنع هو السبب وراء تحول هيكس إلى تسمانيا للانطلاق بمركبه.