يبدو أن تضارب الأخبار فيما يتعلق بمشاركة محمد البرادعى فى قداس عيد القيامة، مساء السبت المقبل، أو تصريحاته حول دور الكنيسة فى اللعبة السياسية، جعله يتدخل ليوضح بنفسه حقيقة بعض الأمور، أو ينفى معظم ما نسب إليه خلال الأيام الماضية. البرادعى اتصل هاتفيا ب«الشروق»، أمس، لينفى قوله: إن الكنيسة وجهت إليه الدعوة لحضور القداس بالكاتدرائية، مساء السبت القادم، وقال: «لقد طلبت كمواطن أن أحضر صلاة عيد القيامة، ورحبت الكنيسة بهذا، وأرسلت لى دعوة بناء على طلبى»، هذا ما قاله البرادعى نصا. كانت تقارير صحفية قد نسبت إلى الكنيسة القبطية قولها إنها وجهت الدعوة للبرادعى باعتباره رمزا مصريا. لكن فى المقابل نفى أحد كبار أساقفة كاتدرائية العباسية توجيه مثل هذه الدعوة، فى القصة التى نشرتها «الشروق»، أمس. وقد طالب القمص سرجيوس سرجيوس، وكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكس، وسائل الإعلام بإبعاد الكنيسة عن المشاحنات السياسية. وأضاف فى اتصال مع «الشروق»: «لايمكن أن نمنع أى شخص من حضور القداس أو القدوم يوم الأحد لمقر الباباوية للتهنئة بالعيد، هذا تقليد كنسى قديم ومعروف، الكنيسة مفتوحة للجميع». وشدد على ضرورة عدم اعتبار حضور البرادعى من عدمه لصلاة القداس موقفا سياسيا من جانب الكنيسة، مضيفا: «البرادعى شخصية عامة، وحاصل على قلادة النيل وهى أعلى وسام يمكن أن يتم وضعه على صدر مواطن مصرى». وقال القمص: إن الكنيسة أرسلت خطابات إخطار بموعد القداس فقط لكل من أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، وفتحى سرور ،رئيس مجلس الشعب، وصفوت الشريف، رئيس مجلس الشوى، وجمال مبارك، أمين السياسات بالحزب الوطنى. «وهى لا تعتبر دعوات رسمية بقدر ما هى خطابات إخطار بموعد القداس، فى حالة ما إذا أرادوا الحضور. نحن لاندعو أحدا لمشاركتنا، لكن قد يأتى أحد الأفراد، ومنهم البرادعى أو من ينوب عنه، لطلب تصريح لحضور القداس ويحصل عليه، حتى لو لم يكن شخصية عامة، فهناك الآلاف من التصاريح التى يتسلمها أفراد من مقر الباباوية، ونحن لم نوجه دعوة لأحد». فى حديثه عبر الهاتف أيضا، قال البرادعى: إن التصريحات التى نسبت إليه «من أننى أطالب الأقباط بالتحرر من تأثير الكنيسة فى الأمور السياسية، لا أساس لها من الصحة». وروى الرجل ما جرى فى منزله قبل يومين عندما استقبل مجموعة من النشطاء والمفكرين الأقباط: «التقيتهم باعتبارهم مواطنين، وتناول حديثنا مطالب التغيير ،ولم أتطرق إطلاقا إلى الحديث عن علاقة المواطنين الأقباط بالكنيسة من قريب أو بعيد، باعتبار أن ذلك أمر يتعلق بهم وبكنيستهم». كلمات البرادعى تأتى ردا على ما جاء فى اللقاء من حديث دار عن «استثمار الكنيسة ورقة الأقباط فى اللعب مع الدولة». لم يكن هذا الجدل حول قصة الكنيسة هو ما جعل البرادعى يتدخل للتوضيح. الرجل نفى فى نفس الاتصال ما صدر عن بعض زملائه، أعضاء «الجمعية الوطنية للتغيير»، التى أسسها قبل شهر. قال البرادعى: إن الجمعية «تضم أعضاء من جميع الأطياف السياسية تجمع بينها الرغبة فى التغيير. لكن كثيرا منهم ينتمون إلى منظمات وحركات أخرى لا تعبر بالضرورة عن سياساتها عن الجمعية الوطنية للتغيير». وبالتالى والكلام لمحمد البرادعى، «فإن مشاركة بعض أعضاء الجمعية فى التظاهر أمام البرلمان مع حركة شباب 6 أبريل سيكون، إذا حدث، بصفتهم الشخصية وليس بمشاركة الجمعية الوطنية للتغيير بصفتها الرسمية».