أكدت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الثلاثاء تمسكها ب"المقاومة السلمية"، مطالبة إسرائيل بالإفراج الفوري عن عضو لجنتها المركزية عباس زكي الذي اعتقل قبل يومين خلال مسيرة في بيت لحم في الضفة الغربية. وقال نبيل شعث عضو اللجنة المركزية للحركة ومفوض العلاقات الدولية إن فتح بكافة أطرها القيادية متمسكة ب"المقاومة السلمية على الأرض جنبا إلى جنب مع الحراك السياسي الرافض لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل في ظل الاستيطان". واتهم شعث خلال مؤتمر صحفي عقد في رام الله بحضور عدد من أعضاء اللجنة المركزية لفتح إسرائيل بتعمد انتهاك القوانين الدولية واتفاقية جنيف الرابعة عبر قمع المظاهرات الشعبية السلمية في مناطق السلطة الفلسطينية. وقال شعث: "إن السلطات الإسرائيلية تحاول فرض شروط للإفراج عن القيادي عباس زكي المعتقل في سجن عوفر العسكري وفي مقدمتها أن يكون مستعدا للعودة التحقيق في أي وقت". واعتبر تعاطي إسرائيل مع زكي والمعتقلين معه "تحدٍ لكل الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الفلسطيني"، موضحاً أن زكي رفض التوقيع على أي شرط مفضلا الاعتقال على الخضوع للشروط الإسرائيلية. وكان زكي قد اعتقل مع 11 فلسطينيا خلال مشاركته في مسيرة "أحد الشعانين" يوم الأحد شمال مدينة بيت لحم في الضفة الغربية ومددت السلطات الإسرائيلية احتجازه لأربعة أيام على ذمة التحقيق. وأكد شعث على أن حركة فتح مستمرة في ترجمة توصيات المؤتمر السادس بتعزيز المقاومة الشعبية إلى أن يتسنى العودة إلى مفاوضات جادة تستطيع في ظل المرجعية الدولية المتفق عليها وفي فترة قصيرة أن تنجز الهدف من عملية السلام. وفي هذا السياق، جدد شعث التأكيد على أنه لا يمكن العودة إلى المفاوضات بدون الوقف الشامل والكامل للاستيطان في كل الأراضي الفلسطينية خاصة القدس، مضيفا أن الحفاظ على القدس لا يتطلب مالا فقط وإنما تحركا حقيقيا يؤدي إلى إنهاء محاولات ابتلاع المدينة وترحيل سكانها. وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي من عملية السلام، رأى شعث أن هناك بوادر ضغط أمريكي على إسرائيل تفسره واشنطن بأنه للدفاع عن مصالحها وليس لمصلحة الفلسطينيين فقط انطلاقا من أن الموقف الذي تقوده الحكومة الإسرائيلية لا يخدم الرؤيا والمصالح الأمريكية.