دراسة: أسماك القرش الأبيض قبالة كاليفورنيا أكثر عددا مما كان يعتقد

إذا قمت بالسباحة قبالة ساحل سانتا باربرا أو سان ديجو( في كاليفورنيا) مؤخرا، فإن فرص احتمال أنك لن تكون بمفردك كبيرة، ربما فقط أنت لم تلاحظ ذلك.
فقد خلصت دراسة جديدة لجامعة كاليفورنيا ستيت، لونج بيتش إلى أن أسماك القرش الأبيض الصغيرة أكثر عددا في بعض شواطئ كاليفورنيا مما كان يُعتقد.
وعلى الرغم من أن هذه الأنباء ربما تستحضر صور فيلم "الفك المفترس" للمخرج ستيفن سبيلبرج، يقول العلماء إنه يجب بدلا من ذلك أن تكون بمثابة تذكرة على مدى ندرة عضات سمك القرش.
وقال كريستوفر لوي أستاذ الأحياء البحرية في جامعة كاليفورنيا ستيت، لونج بيتش، ومدير معمل "شارك لاب" بالجامعة في بيان: "الأمر لا يتعلق فقط بأسماك القرش، ولكن يتعلق بالبشر".
وأضاف" هذه الدراسة ربما تغير مفهوم الأشخاص حول الخطر الذي تمثله أسماك القرش على الأشخاص الذين يتشاركون المحيط معهم".
خلال الدراسة التي استمرت عامين، استخدم الباحثون طائرات درون لدراسة أكثر من 24 شاطئا على طول ساحل كاليفورنيا.
وخلصت الدراسة إلى أن أسماك القرش الأبيض الصغيرة، التي تتراوح أعمارها بين عام وخمسة أعوام، تتجمع في منطقتين في جنوب مقاطعة سانتا باربرا (بوسط كاليفورنيا) ووسط مقاطعة سان ديجو (بجنوب كاليفورنيا).
وفي جميع هذه الأماكن، تم اكتشاف أن أسماك القرش والأشخاص يقومون بالسباحة سويا خلال 97% من الوقت، وفقا لما توصلت إليه الدراسة مؤخرا.
وقال باتريك ريكس، أحد الفنيين في معمل شارك لاب في بيان: "تم رصد أسماك القرش الأبيض غالبا على بعد 50 ياردة (45 مترا) من مكان تكسر الأمواج، مما يجعل راكبو الأمواج ومن يقومون بالتجديف متواجدين في أقرب نقطة لأسماك القرش في مواقع التجمع". وأضاف "في معظم الوقت، لا يدرك مستخدمو المياه أن أسماك القرش كانت موجودة، ولكننا يمكننا رؤيتها بسهولة من الجو".
ووصف ريكس في حوار مع صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" نتائج الدراسة بأنها مذهلة.
وقال ريكس: "الأشخاص يعتقدون، أنك إذا رأيت سمكة قرش في موقع بدء تكسر الأمواج، سوف تتعرض للعض أو سوف تكون في خطر"، مضيفا: "وما رصدناه يظهر أن الأمر ليس بالضروري كذلك".
وقال ريكس إن السمك " يميل إلى الاهتمام بشأنه". وتابع: "تصبح أسماك القرش على بعد نحو 10 أقدام (3 أمتار) من الأشخاص، وهذا يحدث يوميا". وأوضح: "ما توصلنا إليه هو أنها تمضي أغلبية وقتها في نطاق 100 ياردة من موقع تكسر الأمواج".
وهذه مسافة أقرب بكثير مما كان يعتقد في البداية.
وأوضح ريكس: "كان يعتقد أن أسماك القرش تكون على بعد أميال، ولكن يمكن أن تكون في البحر وتقوم بأنشطتك، وبعد ذلك تجد سمكة قرش تسبح بجانبك".
وأشارت الدراسة إلى أنه لم يتم تسجيل أي عضات لأسماك القرش في أي من الشواطئ التي شملتها الدراسة التي استمرت عامين. ويشار إلى أن من عام 1950 حتى نوفمبر 2022، تم توثيق 209 حوادث لها علاقة بسمكة القرش في كاليفورنيا، وفقا لإدارة الأسماك والحياة البرية في الولاية.
وقال لوي إن رجال الإنقاذ، خاصة في مناطق التجمع، يمكن أن يستخدموا هذه البيانات الجديدة، للمساعدة في ضمان سباحة وأنشطة ترفيهيه مائية آمنة.
وتتجمع أسماك القرش الأبيض الصغيرة في نقاط تجمع لعدة أيام، حيث تتغذى على سمك الراي اللاسع والأسماك الصغيرة في قاع البحر.
وأشار ريكس إلى أن سبب عدم اهتمام أسماك القرش بالتهام البشر مازال لغزا. وحتى لدى الصيد، فهي تفضل تجاهل ما يحدث على السطح.
ويفترض ريكس ولوي أن أسماك القرش صنفت البشر على أنهم ليسوا "طعاما".
وقال ريكس: "ولكن هذا استنتاج يصعب إثباته، لأننا مازلنا لا نعلم بالتحديد سبب عض أسماك القرش للناس".
مع ذلك، لا يبدو أن البشر على قائمة طعام أسماك القرش.
وربما تمثل هذه نعمة، حيث يبدو أن السمك ربما يبقي على طول ساحل كاليفورنيا لفترات أطول.
وقال ريكس: "ما اعتدنا أن نخبر الأشخاص به خلال ال20 عاما الماضية هو أن أسماك القرش سوف تبقى خلال فترة الصيف، بعد ذلك، عندما يصبح ماؤنا أكثر برودة، تهاجر إلى المكسيك".
ولكن الدراسة خلصت إلى أن بعض أسماك القرش لم تغادر قط.
ورجح ريكس أن يكون ذلك بسبب التغير المناخي و المياه الأكثر دفئا.
وقال ريكس: "هذا يعني أن أسماك القرش ربما لن تقوم برحلة الهجرة الطويلة بعد الآن"، مضيفا: "ولكننا في حاجة لمزيد من البيانات والوقت للتوصل لأي استنتاجات بهذا الشأن".