أفادت صحيفة "جارديان" البريطانية بارتفاع حاد في قضايا الخيانة والتجسس التى تنظرها السلطات الروسية، مما أثار مخاوف في الأوساط العلمية. وقالت الصحيفة إنه على الرغم من تركيز العديد من قضايا الخيانة على الذين يُزعم أنهم يقاتلون من أجل أوكرانيا أو يساعدونها، اخترق آخرون مؤسسات الدولة التي تبدو موالية لموسكو، مثل مراكز البحث العلمي التي ساعدت في البحث عن الأسلحة ذاتها التي تستخدمها روسيا لضرب أوكرانيا. ونوهت "جارديان" بأن الأسبوع الماضي، جرت أول محاكمة لثلاثة علماء متخصصين في الصواريخ فرط الصوتية، حيث تم اعتقالهم للاشتباه في ارتكابهم الخيانة في قضية تظل فيها الأدلة والاتهامات سرية، وجميعهم يعملون في معهد خريستيانوفيتش للميكانيكا النظرية والتطبيقية في مدينة نوفوسيبيرسك. وأشارت الصحيفة إلى أن ثمة اعتقاد بأن أناتولي ماسلوف، أستاذ الديناميكا الهوائية، يشتبه في نقله أسرارًا إلى الصين، مرجحة ذلك لمشاركته في المؤتمرات الدولية حول الديناميكا الهوائية في عام 2010. ولفتت إلى أن اعتقال ماسلوف واثنين من زملائه أدى إلى رد فعل عنيف نادر بين أفراد المجتمع العلمي في المعهد، الذين نشروا خطابا مفتوحا يطالب بالإفراج عنه وعن وألكسندر شيبليوك وفاليري زفيجينتسيف، الباحثين الآخرين. وصرح مصدر مقرب من ماسلوف، أن الأخير أصيب بنوبة قلبية وأمضى بعض الوقت في المستشفى منذ اعتقاله في يونيو من العام الماضي، بحسب وكالة رويترز. وعرّضت تلك القضايا المجتمع العلمي بأكمله للخطر، وذلك لتأثيرها "المخيف" على العلماء، حيث قالوا في خطابهم قائلين: "لا نخاف فقط على مصير زملائنا. نحن ببساطة لا نفهم كيف يمكننا القيام بعملنا بعد الآن". وقال باحث آخر في الديناميكا الهوائية إن زملائه كانوا غاضبين وخائفين من الاعتقالات وأن هناك إحساسًا بأن "لا أحد في هذا المجال آمن"، مضيفا "إنهم يستطيعون مطاردة أي أحد منا". ورأت الصحيفة أن تلك القضية كشفت عن "الشهية المتزايدة" لأجهزة الأمن الروسية بشأن قضايا الخيانة والتجسس رفيعة المستوى، وفقا لخبراء أكدوا أن ثمة إشارة لوجود محاكمات مماثلة. وقال إيفان بافلوف المحامي الروسي البارز والخبير في قضايا التجسس والخيانة والمقيم خارج روسيا حاليا إن "عدد حالات الخيانة الجديدة كل عام قد ارتفع بما يصل إلى 6 أو 7 مرات منذ منتصف عام 2010". وفقا لبيانات رسمية. وأضاف أنه جرى رصد حوالي 16 قضية في عام 2016، مرجحا أن العدد ارتفع إلى 100 قضية خلال العام الماضي فقط. ونوهت الصحيفة إلى أن تعريف روسيا الفضفاض للتجسس يجعل من السهل رفع دعاوى ضد العلماء بسبب عملهم في مشاريع دولية، حتى تلك التي بدأت قبل الحرب الروسية الأوكرانية بوقت طويل. وفي أكتوبر من العام الماضي، توفي العالم الروسي فاليري ميتكو، إثر نوبة قلبية أثناء خضوعه للإقامة الجبرية بعد القبض عليه بتهمة الخيانة العظمى. وفي يوليو الماضي، توفي ديمتري كولكر، مدير مختبر البصريات الكمومية في جامعة ولاية نوفوسيبيرسك، بعد يومين من اعتقاله إثر قضية تجسس. وكان كولكر يتلقى علاجا في المستشفى من المرحلة الرابعة من السرطان.