استئناف الرحلات الجوية بين موسكو وتبليسي قد تؤثر على ترشح جورجيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

قالت المنصة الإعلامية "يوراكتيف" المتخصصة في الشئون الأوروبية، اليوم الأربعاء، إن استئناف الحركة الجوية المباشرة مؤخرا بين موسكو وتبليسي أدت إلى تباين آراء الجورجيين فالبعض يرى أن هذه الخطوة قد تعرض للخطر احتمالات انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي في حين يعتقد آخرون أن هذه الخطوة تصب في صالح تبليسي .
و تابعت:" في الأشهر الأخيرة ، حاولت جورجيا إيجاد توازن بين التقارب مع روسيا ورغبتها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ومع ذلك ، اتهمت حكومة رئيس الوزراء إيراكلي جاريباشفيلي بالسعي لتقويض التكامل الأوروبي لجورجيا والتودد إلى الكرملين .
وأشارت " يوراكتيف" إلى ترحيب تبليسي، الشهر الماضى ، بقرار روسيا رفع الحظر على الرحلات الجوية المباشرة مع جورجيا ، والذي كان ساريا منذ أربع سنوات وإلغاء شرط التأشيرة للجورجيين الذين يسافرون إلى روسيا ، والذي كان ساريا منذ عقود لافتة إلى عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين منذ غزو روسيا ل جورجيا في العام 2008 بعد سنوات من التوتر بشأن توجه تبليسي الموالي للغرب.
ومع ذلك، يأتي استئناف الرحلات الجوية بين البلدين في الوقت الذي دخل فيه الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثاني، وحظرت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي جميع الرحلات الجوية إلى روسيا.
أثار هذا القرار احتجاجات من المعارضة في تبليسي ، ودعت الرئيسة سالومي زورابيشفيلي ، المعارضة لحكومة بلادها ، إلى مقاطعة شركة الخطوط الجوية الجورجية الوطنية.
وسلطت " يوراكتيف " الضوء على تصريحات سفير الاتحاد الأوروبي لدى جورجيا باول هيرزينسكي، عقب اجتماع سفراء الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى جورجيا، الأثنين الماضى ، بنائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد ليفان دافيتاشفيلي بشأن استئناف الرحلات الجوية بين جورجيا وروسيا.
و بحسب هيرزينسكي، أعرب السفراء ، خلال اللقاء ، عن قلق الاتحاد الأوروبي وأسفه لاستئناف الرحلات الجوية بين جورجيا وروسيا لافتا إلى أن هذا القرار يتعارض مع قرار الاتحاد الأوروبي بعدم السفر إلى روسيا و ممارسة الضغوط عليها.
و من جانبه قال دافيتاشفيلي إنه أكد لمبعوثي الاتحاد الأوروبي أن شركات الطيران الخاضعة لعقوبات الاتحاد الأوروبي لن تسير في هذا الطريق وأنه سيتم فحص جميع الركاب الروس بدقة مشددا على أن جورجيا تشترك في حدود مع روسيا و تجد نفسها في سياق مختلف عن سياق الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
ومن النقاط الأخرى التي نوقشت في الاجتماع امتثال جورجيا الشامل لعقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا. وقال دافيتاشفيلي: "لقد أكدنا أننا نحترمهم تمامًا ، سواء عند نقطة تفتيش لارس (على الحدود مع روسيا) أو في المطارات في بلدنا" مشيرا إلى أن الدول الأوروبية واصلت التجارة مع روسيا ، حتى بعد بدء القتال في أوكرانيا. فمنهم من قام بتكثيف تبادلاتهم فى حين قام الآخرون ب تقليصها .
و بحسب " يوراكتيف ، يعارض العديد من الجورجيين أي تقارب مع موسكو، التي تحتل قواتها منطقتين جورجيتين، أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، والتي تمثل حوالي خمس أراضي البلاد فى حين يعد البعض الآخر أكثر انفتاحا على الفكرة، وقد بذلت الحكومة الجورجية جهودا في السنوات الأخيرة لتحسين علاقاتها مع موسكو، على سبيل المثال رفضها فرض عقوبات على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.
يشار إلى أنه في يونيو الماضي ، وافق قادة الدول الأوروبية ال27 الخميس على منح كل من أوكرانيا ومولدافيا صفة مرشح لعضوية الاتحاد مشيرين إلى أن جورجيا لا يمكن أن تصبح دولة مرشحة رسميا إلا بعد معالجة أولويات عالقة.
وشملت الأولويات التي حددتها المفوضية إنهاء الاستقطاب السياسي وإحراز تقدم لناحية حرية الإعلام وإصلاح القضاء وقانون الانتخاب كما شددت على الحاجة إلى "إزالة الأوليجارشية"، في إشارة واضحة إلى الأوليجارشي بيدزينا إيفانيشفيلي، مؤسس حزب الحلم الجورجي الحاكم.