شارك 3 باحثين من قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية وهم (على تقى، أحمد شكرى، وأحمد فؤاد) ممن رصدوا أقوى الانفجارات النجمية باستخدام منظار مرصد القطامية الفلكي، في بحث علمي تم نشره في واحدة من أقوى المجلات الدولية المتخصصة في الفيزياء الفلكية (The Astrophysical Journal Letters) ذات معامل تأثير قدره 8.811 (Q1) في مايو الحالي بقيادة باحثين من مراصد عالمية أخرى. وقال رئيس المعهد الدكتور جاد القاضي - في تصريح له اليوم - إن دراسات انفجارات جاما الكونية من الدراسات المهمة في علم الفلك الحديث، فهي أكثر الأحداث الفلكية لمعانا والأعلى طاقة، مضيفا أن الفائدة في دراسة مثل هذه الظواهر تكمن على سبيل المثال في فهم طبيعة المادة المظلمة والثقوب السوداء وكيفية تفاعل المادة ذات السرعات العالية. وذكر أنه تم في 9 أكتوبر 2022 رصد واحدة من أقوى الانفجارات النجمية بواسطة تلسكوب فيرمي الفضائي (Fermi Gamma-Ray Burst Monitor (GBM) المخصص للرصد في نطاق أشعة جاما حيث تشبع هذا التليسكوب بكم هائل من أشعة جاما عالية الطاقة وأيضا تم رصدها بواسطة مرصد نيل جيرلز سويفت الفضائي (Neil Gehrels Swift Observatory). ولفت إلى أن التقارير الأولية أكدت أن هذا السطوع لأشعة جاما هو أقوى وألمع وميض لأشعة جاما يحدث منذ الحضارة الإنسانية، ويعد هذا الوميض ناتجا عن انفجار نجمي قريب يبعد عن الأرض مسافة قدرها 2.4 بليون سنة ضوئية وهو ألمع بأكثر من 50 ضعفا من أي وميض لأشعة جاما تم تسجيله في الماضي، وأوضح أنه من المتوقع أن يصل مثل هذا الوميض إلى الأرض مرة كل 10 آلاف سنة لذلك فهي فرصة رائعة غير متوقع تكرارها في حياة الأشخاص. ونوه القاضي بأنه بمجرد اكتشاف ورصد هذا الانفجار باستخدام التلسكوبات الفضائية في نطاق أشعة جاما والإعلان عنه، اتجهت العشرات من التلسكوبات الأرضية والفضائية لرصد الانفجار في النطاقات الطيفية المختلفة (الأشعة السينية، الضوء المرئي، الأشعة تحت الحمراء، الأشعة الراديوية) لمراقبة هذا الحدث ورصد التوهج الناتج عنه وأيضا تحديد مكانه بدقة، وأطلق العلماء على هذا الانفجار اسم (Gamma Ray Burst - GRB221009A). وأضاف أنه من بين هذه التلسكوبات تلسكوب مرصد القطامية الفلكي الذي يعد أكبر تليسكوب في إفريقيا والشرق الأوسط، حيث قام فريق بحثي من قسم الفلك بالمعهد برصد هذه الظاهرة النادرة باستخدام منظار ذي مرآة عاكسة بقطر 1.88 متر. وأوضح أن الباحثين المصريين قاموا برصد هذا التوهج الضوئي على عدة ليال وحساب القياسات والأقدار الضوئية له بدقة عالية، وأشادت الجهات العلمية الدولية المتخصصة بدقة أرصاد منظار القطامية الفلكي، ولفت إلى أنه بعد الدراسة وتحليل البيانات المأخوذة بالتلسكوبات بواسطة فلكيين من أنحاء العالم تم نشر عدة أبحاث خاصة بدراسة هذا الانفجار، ومن بينهم علماء قسم الفلك بالمعهد.