ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس"، أن الرئيس رجب طيب أردوغان، الزعيم الشعبوي الذي حكم تركيا لمدة 20 عاما، في وضع جيد لتحقيق الفوز في الجولة الثانية الأحد المقبل، وذلك بعدما لم يتمكن بفارق ضئيل من الفوز في الجولة الأولى من الاقتراع في 14 مايو، إذ كان يقترب من النجاح على الرغم من ارتفاع معدلات التضخم بشكل حاد وتأثيرات الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في فبراير الماضي. ورأت وكالة أنباء أسوشيتيد برس، أن هناك رؤيتين متعارضتين بشأن مستقبل تركيا وهما مطروحتان على ورقة الاقتراع عندما يعود الناخبون إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد المقبل، في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التي ستختار بين الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ومنافسة كمال كيليتشدار أوغلو الذي تعهد باستعادة الديمقراطية في البلاد. وقالت الوكالة -في تقرير أوردته من العاصمة التركية أنقرة - أن كمال كيليشدار أوغلو، زعيم حزب المعارضة الرئيسي المؤيد للعلمانية في تركيا، أطلق حملته على أساس وعد بإلغاء ما وصفه بميول أردوغان الاستبدادي، ووصف البيروقراطي السابق البالغ من العمر 74 عاما جولة الإعادة بأنها استفتاء على اتجاه الدولة العضو بالناتو ذات الموقع الاستراتيجي والتي تقع على مفترق طرق بين أوروبا وآسيا ولها رأي محوري بشأن توسع التحالف. وقال كيليتشدار أوغلو إن "هذا صراع وجودي، فإما أن تجر تركيا إلى الظلام أو النور. فهذه أكثر من مجرد انتخابات لقد تحولت إلى استفتاء". وفي محاولة للتأثير على الناخبين القوميين قبل جولة الإعادة يوم الأحد، عدل كيليتشدار أوغلو عن موقفه وجعله أكثر صرامه متعهدا بإعادة ملايين اللاجئين إذا تم انتخابه، رافضا أي احتمال لإجراء مفاوضات سلام مع المسلحين الأكراد، يشار إلى أن أردوغان حصل على 49.5% من الأصوات في الجولة الأولى. في حين تلقى كيليتشدار أوغلو 44.9% منها. وأوضحت أسوشيتيد برس، أن أردوغان -البالغ من العمر 69 عاما- هو بالفعل أطول زعيم يحكم تركيا، بعد أن حكم البلاد كرئيس للوزراء منذ عام 2003 ورئيسا منذ عام 2014، ويمكن أن يظل في السلطة حتى عام 2028 إذا أعيد انتخابه، و في ظل حكم أردوغان أثبتت تركيا أنها حليف لا غنى عنه وفي بعض الأحيان مزعجا في الناتو. كذلك اعترضت تركيا على محاولة السويد الانضمام إلى التحالف واشترت أنظمة دفاع صاروخي روسية، الأمر الذي دفع الولاياتالمتحدة إلى طرد تركيا من مشروع طائرة مقاتلة بقيادة الولاياتالمتحدة، غير أنها قامت مع الأممالمتحدة بالتوسط أيضا في صفقة حيوية سمحت لأوكرانيا بشحن الحبوب عبر البحر الأسود إلى أجزاء من العالم تكافح الجوع. وهذا الأسبوع حصل أردوغان على تأييد المرشح القومي الذي يحتل المركز الثالث، سنان أوغان والذي حصل على 5.2% من الأصوات، واعتبرت هذه الخطوة بمثابة دفعة لأردوغان على الرغم من أن أنصار أوغان ليسوا كتلة متجانسة وليس من المتوقع أن تذهب جميع أصواته إلى أردوغان. كما احتفظ تحالف أردوغان القومي الإسلامي بقبضته المحكمة على البرلمان في الانتخابات التشريعية قبل أسبوعين، ما زاد من فرص إعادة انتخابه حيث من المرجح أن يرغب العديد من الناخبين في تجنب انقسام الحكومة. وأشار التقرير إلى أنه يبدو أن فرص كيليتشدار أوغلو في تحويل دفة التصويت لصالحه ضئيلة لكنها يمكن أن تتوقف على قدرة المعارضة على حشد الناخبين الذين لم يدلوا بأصواتهم في الجولة الأولى. وتعليقا على ذلك قال البروفيسور سرهات جوفينش من جامعة قادر هاس بإسطنبول: "لا يمكن القول إن الاحتمالات في صالحه، لكن مع ذلك فإنه من الناحية الفنية، لديه فرصة"، مضيفا أنه إذا تمكنت المعارضة من الوصول إلى الناخبين الذين بقوا في منازلهم سابقا، "فقد تكون القصة مختلفة". وركزت حملة أردوغان على إعادة بناء المناطق التي دمرها الزلزال الذي دمر مدنا وخلف أكثر من 50 ألف قتيل في تركيا، كما تعهد ببناء 319 ألف منزل خلال العام، وفي الانتخابات البرلمانية فاز تحالف أردوغان في 10 مقاطعات من أصل 11 في المنطقة المتضررة من الزلزال على الرغم من الانتقادات بأن استجابة حكومته الأولية للكارثة كانت بطيئة. وقال يسار سونولو، أحد مؤيدي أردوغان في منطقة كهرمان مرعش، مركز الزلزال: "نعم، كان هناك تأخير، لكن الطرق كانت مغلقة". "لا يمكننا الشكوى من الدولة.. لقد أعطتنا الطعام والخبز وأي شيء آخر كنا نحتاج إليه".