يشهد العالم حالياً، حالة من النشاط العلمي المكثف في مجال الحد من المخاطر، ويبذل في ذلك مئات العلماء والأطباء والخبراء في مختلف مجالات الصحة العامة جهوداً مضنية للحد من مخاطر التدخين. اليوم وبعد آلاف السنين منذ ظهور عادة التدخين التي كانت ولا تزال موجودة في مُختلف الثقافات، أصبح العالم يبحث جدياً عن سبل جديدة للقضاء على هذا السلوك غير الصحي، أو على الأقل التخفيف من أضراره الكبيرة على جميع أجهزة جسم الإنسان، فعلى سبيل المثال لا الحصر، وبناء على أبحاث الجمعية الأمريكية للسرطان فإن التدخين يعد من أكثر الأسباب المؤدية للوفاة في سن مبكرة. فمنذ عام 1964 تم حصر20 مليون حاله وفاه في أعمار صغيره معظمهم كانوا من المدخنين. من المعروف أن التدخين يرفع معدل الإصابات بأورام مختلفة، كما أنه يؤثر بشكل كبير علي الجهاز البولي والتناسلي ويتسبب في إصابته بإمراض كثيرة، منها سرطان المثانة، والذي أكد الباحثون أن ما يفرزه التدخين من مواد كيميائية ضارة تمكث في المثانة البولية لوقت كبير فترفع معدل الإصابة بالسرطان، فضلا عن أمراض الضعف الجنسي عند الرجال، ففي الولاياتالمتحدةالأمريكية هناك ما بين 20-30 مليون رجل يعانون من الضعف الجنسي ثبُت أن الأكثرية منهم مدخنين، حيث يؤثر التدخين بشكل مباشر على الأوعية الدموية ويتسبب في تصلب الشرايين مما يؤثر علي الانتصاب. بالإضافة لأمراض أورام الكلي الناتجة عن الكيماويات التي يحملها دخان السجائر إلى الرئة ومن ثمَّ إلي الدم الذي يعاد تنقيته في الكليتين مما يؤدي إلى تعلق هذه السموم بالكلية وبالتالي تكون سبب مباشر لانتشار الأورام السرطانية مما جعل أورام الكلية بين أعلى عشر أورام حدوثاً على مستوي العالم، فضلاً عن أمراض حصوات الكلي، والسلس البولي، والعقم. من هنا كانت الحاجة الملحة لدعوات الإقلاع نهائياً عن التدخين، فنحن دائما ما ننصح بعدم البدء في التدخين بكل أشكاله، أو الإقلاع عنه، غير أن كافة الإجراءات المنعية التي اتخذتها بعض الدول لم تؤتي ثمارها، ولم تخفض عدد المدخنين كما أنه للأسف الشديد فإن جهود الإقلاع الفردي عن التدخين لم ينجح منها إلا القليل. لذلك كان البحث عن سبل جديدة وابتكارات حديثة لتخفيض مخاطر التدخين ضرورة ملحة، حتى لا نترك المدخنين البالغين عرضة لأمراض التدخين المتعددة، واستنادًا إلى الأدلة العلمية المثبتة حتى الآن، فمن المرجح أن يشكل التحول الكامل إلى المنتجات الخالية من الدخان، كمنتجات التبغ المسخن، خياراً أفضل للمدخنين البالغين الراغبون بالاستمرار في التدخين، علماً بأن هذه المنتجات ليست خالية تماما من المخاطر. فعلى عكس السجائر التقليدية، منتجات التبغ المسخن لا تحرق التبغ وبالتالي لا تنتج دخانًا، حيث تصدر منتجات التبغ المسخن في المتوسط مستويات أقل من المواد الكيميائية الضارة الموجودة في دخان السجائر التقليدية بنسبة 95٪، ولكن هذا لا يعني بالضرورة تقليل المخاطر بنفس النسبة فهي كما قلنا ليست خالية تماما من المخاطر، لكنها تظل الخيار الأفضل للمدخن البالغ. ا.د. إيهاب رأفت أستاذ المسالك البولية والذكورة والعقم.