القصير: مصر تبنت برامج الابتكار في مجال الزراعة من خلال تعميق دور البحوث التطبيقية قال السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إن الأدلة التي تؤكد زيادة آثار تغير المناخ على نظم الأغذية الزراعية في جميع أنحاء العالم، أصبحت أكثر وضوحا خصوصا في البلدان النامية والاقتصاديات الناشئة، فالآثار العالمية لتغير المناخ واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من حيث الحجم والخسائر. وكشف "القصير"، في كلمة بالجلسة الأساسية رفيعة المستوى لمؤتمر قمة المناخ المنعقد بالعاصمة الأمريكيةواشنطن، عن زيادة معدلات الحرائق والفيضانات والسيول والجفاف، مما أدى إلى فقد ملايين الهكتارات من الأراضي ونقص في الإنتاجية الزراعية والتي تسبب عنها إحداث خلل في نظم الأغذية الزراعية. وأضاف: "رغم تأثر نظم الأغذية الزراعية بالتغيرات المناخية، إلا أنها ما زالت قادرة على توفير فرصة فريدة لمعالجة أثر تغير المناخ من خلال بناء هذه الأنظمة؛ لضمان تكيفها مع تغير المناخ، فضلاً عن أنها توفر العديد من الفرص للحد من انبعاثات الغازات الكربونية، وتعتبر بالوعات لامتصاص ومعادلة هذه الانبعاثات". وأوضح أنه لتنفيذ تلك النظم القادرة على الصمود أمام تغير المناخ، فلابد من توافر الإرادة السياسية والتزام الدول الكبرى وشركاء التنمية في إتاحة الموارد المالية بالقدر الكافي؛ لدعم المنتجين والجهات الفاعلة لتنفيذ التحول المستدام والعادل من خلال توليد وتبادل المعرفة، وتنفيذ أفضل الممارسات الابتكارية والتي تشمل تحديث وتطوير برامج الإنذار المبكر؛ لرفع تدابير الاستجابة للمزارع لسرعة التعامل مع تهديدات تغير المناخ. وشدد "القصير"، على ضرورة استخدام نظم الزراعة الدقيقة والذكية مناخيا والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وتوسيع دائرة الإرشاد الزراعي والتحول الرقمي؛ لضمان وصول هذه الابتكارات إلى المزارعين خاصة أصحاب الحيازات الصغيرة لتوسيع نطاق الحلول التي تمنحهم المرونة في مواجهة تغيُّرات المناخ. وأكد أن من الابتكارات التي يجب أن تتبناها المبادرة، هو الاهتمام بتكنولوجيا استنباط أصناف نباتية ذكية، إذ لم يعد مقبولا أن تظل انتاجية الوحدة المنزرعة من المحاصيل في بعض المناطق من العالم أقل بحوالي 50% من مثيلاتها في الدول التي تتبع آساليب الابتكار الزراعي. وأشار إلى أن الدولة المصرية تبنت برامج الابتكار والتكنولوجيا في مجال الزراعة من خلال تعميق دور البحوث التطبيقية في مجال استنباط الأصناف قصيرة العمر والمتحملة للاجهادات المناخية، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي وبرامج الزراعة الذكية مناخيا مع التوسع في الميكنة الزراعية الحديثة والتطبيقات الرقمية وأنظمة الإنذار المبكر، وزيادة مرونة وتدعيم القطاع الزراعي في المناطق الهامشية والهشة مناخيا. وشدد "القصير"، على دعم مبادرة الابتكار الزراعي، داعيا جميع دول العالم للانضمام لها وخاصة وأنها تتكامل مع مبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام "FAST"؛ لدعم ملف الأمن الغذائي خاصة في الدول النامية والاقتصاديات الناشئة.