تستضيف مدينة جوا الساحلية الهندية حاليا اجتماعا لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون يعقد على مدى يومين، بمشاركة وزير خارجية باكستان بيلاوال بوتو زرداري، في زيارة هي الأولى من نوعها لوزير خارجية باكستاني إلى الهند منذ عام 2011. وتترأس الهند حاليا المجموعة المكونة من 8 أعضاء، والتي تأسست عام 2001، وتسعى لتعزيز التعاون في مجالي الأمن التنمية في آسيا. وفيما تساءل بعض المراقبين عما إذا كان هناك جهود مصالحة جارية بين الهندوباكستان، اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن زيارة بوتو زرداري ليست محاولة لإصلاح العلاقات مع نيودلهي بقدر ما هي فرصة لإسلام آباد لتعزيز التواصل مع منظمة شنغهاي للتعاون وتحقيق مصالح سياستها الخارجية. ورأت المجلة الأمريكية في تقرير لها، أن تلك الزيارة تمثل ضرورة إقليمية لباكستان، إذا أنه بتفويت حضور الاجتماع، كانت إسلام آباد لتخاطر بفقدان نفوذها داخل المنظمة التي يهيمن عليها حليف (الصين)، وتتضمن أعضاء تحرص على تعزيز علاقتها معهم، وفي النهاية تحد من نفوذ نيودلهي، على حد تعبيرها. واستعرضت "فورين بوليسي" المزايا التي تنطوي عليها منظمة شنغهاي للتعاون بالنسبة لباكستان، قائلة إن الصين وروسيا، تاريخيا، قادتا المجموعة، وهما على التوالي أقرب حليف لإسلام آباد وأهم صديق جديد لها. وبحسب المجلة، يتركز نصف أعضاء منظمة شنغهاي في منطقة آسيا الوسطى، حيث تأمل باكستان في تعميق علاقاتها لتوسيع نطاق التجارة والاتصال، ففي عام 2021، وقعت أوزبكستان اتفاقا مع باكستانوأفغانستان لتطوير نظام سكك حديدية عابر للحدود. وقالت "فورين بوليسي" إنه في بعض المنظمات متعددة الأطراف التي تضم في عضويتها كلا من الهندباكستان، تكون إسلام آباد في وضع غير مؤات لأن نيودلهي هي أقوى عضو. وأضافت: "لكن نفوذ الهند في منظمة شنغهاي للتعاون يعيقه وجود منافسها الاستراتيجي الصين"، مشيرة إلى أن الحرب في أوكرانيا أيضا قربت موسكو من بكين مما قد يعني تضاؤل النفوذ الروسي داخل منظمة شنغهاي للتعاون والمزيد من القوة للصين. وكما الحال مع باكستان، تأمل الهند في تعزيز روابطها مع دول آسيا الوسطى الغنية بالموارد. وقد أصبحت هذه المنطقة مساحة للتنافس بين البلدين. وذكرت "فورين بوليسي"، أن الهند تفتقر للقدرة على الوصول المباشر إلى أفغانستان، البوابة الرئيسية إلى آسيا الوسطى، لكنها عوضت ذلك من خلال إنشاء آليات جديدة لعقد الاجتماعات الدورية مع الحكومات في المنطقة. ورجحت المجلة أن يكون حضور باكستان لاجتماع وزراء خارجية منظمة شنغهاي في الهند يهدف إلى إرسال إشارة تفيد بأنها لا تنوي التنازل عن مزيد من المساحة إلى نيودلهي عندما يتعلق الأمر بآسيا الوسطى. ولفتت المجلة الأمريكية إلى أنه بالنظر إلى الاضطرابات السياسية والاقتصادية في الداخل، تحرص إسلام آباد على إبقاء التوترات مع نيودلهي منخفضة. وستستند الزيارة على أكثر من عامين من العلاقات المستقرة نسبيا، ويمكن أن تكون إجراء لبناء الثقة، لاسيما بعدما اختار وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف حضور اجتماع مع نظرائه بمنظمة شنغهاي للتعاون الشهر الماضي افتراضيا بدلا من حضوره شخصيا. وأفادت وسائل إعلام هندية بأن باكستان طلبت لقاءً بين بوتو زرداري ونظيره الهندي إس جايشانكار، الأمر الذي نفاه مسئولون باكستانيون.