ذكرت جماعات حقوقية وجماعات حماية صحفيين، أن متمردي جماعة الشباب الصومالية استولوا على محطات إذاعية في المدن التي يسيطرون عليها وأنها كثيرا ما تحتجز المراسلين المستقلين القلائل الذين لم يغادروا البلاد. وقال صحفيون إن جماعة الشباب التي يزعم أن لها صلات بالقاعدة أغلقت محطة إذاعية في مدينة كيسمايو بجنوب الصومال واستولوا على محطة أخرى في بيدوة بجنوب غرب البلاد وهي المدينة الرئيسية الأخرى تحت سيطرتهم. وقال عمر فاروق عثمان الأمين العام للاتحاد الوطني للصحفيين الصوماليين استبدلوا المحطة في كيسمايو بأخرى يستخدمونها في بث برامجهم واستولوا على الإذاعة في بيدوة، وتابع أن: "هذه حملة على حرية التعبير وقانون الإعلام". وتابع عثمان: "نحن قلقون للغاية بشأن التحرش والتخويف المتزايد للصحفيين الصوماليين"، مضيفا أن الشباب اعتقلوا أيضا صحفيين اثنين آخرين في جيدو بجنوب غرب الصومال. واحتجزت إدارة الشباب في باردهيري في إقليم جيدو أحمد عمر صالحي مدير ومراسل محطة شابلي الإذاعية لفترة قصيرة ثم أطلقت سراحه بعد أن قيل له ألا يبث أي مواد إذاعية عن الحكومة. كما اعتقل الشباب في وقت سابق من هذا الأسبوع 3 صحفيين في جنوب الصومال بسبب اتهامات من بينها أنهم أعلنوا أن شيوخ القبائل طلبوا من الحكومتين الكينية والصومالية التعامل مع غياب الأمن على الحدود المشتركة بينهما. وأفرج عن أولئك الصحفيين بعد أيام من احتجازهم. وقامت جماعة الشباب بترحيل أحدهم وهو محمد صلاد عبدلي المراسل لهيئة الإذاعة الصومالية وراديو صومالوين في مقديشو وبوصاصو من معاقلها. وقال عبدلي المفرج عنه بعد 6 أيام قضاها رهن الاحتجاز: "لقد عذبوني ولا يمكنني أن أخبر حتى أقاربي كيف عاملوني. لقد اعتادوا ضربي وإلقاء القاذورات والماء علي في منتصف الليل". واستنكرت منظمات واتحادات لحقوق الصحافة تصرف جماعة الشباب وطالبتها بأن تترك الصحفيين يعملون دون عوائق. وقال ارنست ساجاجا من الاتحاد الدولي للصحفيين أمام اجتماع لمجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في جنيف أمس الأربعاء: "انتهاكات... الصحافة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة مما أسفر عن أزمة خطيرة للصحافة الصومالية بسبب غياب المحاسبة وغياب الأمن والرقابة الذاتية". وقالت لجنة حماية الصحفيين في نيويورك إن 6 صحفيين قتلوا في الصومال خلال العام الماضي بسبب عملهم. وتصارع حكومة الرئيس شيخ شريف أحمد التي يدعمها الغرب جماعة الشباب وجماعات متمردة أخرى وتسيطر على منطقة محدودة في العاصمة مقديشو. كما يواجه الصحفيون وعمال الإغاثة الأجانب خطر الخطف والإفراج عنهم مقابل فدية. يذكر أن الصومال يعاني من غياب حكومة مركزية فعالة منذ 19 عاما وهو واحد من أخطر الدول على الصحفيين.