أعلنت نقابة أطباء السودان في بيان، اليوم الاثنين، أن 60% من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباكات الدائرة بين قوات الجيش وميليشيا الدعم السريع المتمردة، متوقفة عن العمل، محذرة من أن 55 من أصل 79 مستشفى أساسيا في العاصمة والولايات لا تعمل. وقالت النقابة، في بيان، إن 13 مستشفى تم قصفها، و19 أخرى تعرضت للإخلاء القسري، في حين ارتفع عدد الوفيات منذ بداية الاشتباكات إلى 273 بين المدنيين، فيما أصيب 1579، علماً بأن العديد من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر، ولم تتمكن من الوصول للمستشفيات لصعوبة التنقل بسبب الوضع الأمني في البلاد. جاء ذلك في ظل استمرار الاشتباكات المسلحة في السودان، حيث تناثرت شاحنات شبه عسكرية في شوارع رئيسية بالعاصمة بعد أن احترقت جراء الضربات الجوية. واصطف سكان ارتسمت على وجوههم ملامح الإرهاق في طوابير للحصول على الخبز والماء، في أحياء خلت إلى حد كبير من المدنيين ومظاهر الحياة العادية. أما على مشارف المدينة، فحمل الناس حقائبهم لمسافات طويلة سيرا على الأقدام باتجاه محطات الحافلات في محاولة للفرار، بحسب ما نقلت وكالة رويترز. في حين تحصنت قوات الدعم السريع في عدة أحياء، حيث سيطرت على مبان بينما لجأ الجيش للضربات الجوية والمدفعية الثقيلة في محاولة لإجبار خصومه على التراجع، بحسب ما أفاد سكان وشهود عيان. وتسببت أحداث العنف في انقطاع المياه والكهرباء عن أجزاء كثيرة من المدينة، وألحقت أضرارا بالمستشفيات وأدت لإغلاق العديد منها. بينما أضحى العديد من المدنيين محاصرين في منازلهم أو تقطعت بهم السبل، لاسيما أنهم باتوا يواجهون خطر تعرضهم للسرقة والنهب إذا غامروا بالخروج منها. يشار إلى أن الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية كانت اندلعت في 15 أبريل الجاري، وطالت مدينة الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان المجاورتين، التي يربو إجمالي عدد سكانها على عشرة ملايين نسمة عند ملتقى النيلين الأبيض والأزرق، كما امتدت إلى مناطق وولايات أخرى لا سيما في دارفور ومروي بالولاية الشمالية.