أعلن فريد أيوار رئيس وفد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في السودان، اليوم الثلاثاء، أنه يكاد يكون من المستحيل تقديم الخدمات الإنسانية في العاصمة السودانية الخرطوم وحولها، حيث أدى القتال بين قوات الجيش السوداني وعناصر الدعم السريع إلى محاصرة ملايين الأشخاص في منازلهم. وأوضح أيوار أن "هناك مكالمات من منظمات مختلفة وأشخاص محاصرين يطلبون الإخلاء لكن يكاد يكون من المستحيل تقديم أي خدمات إنسانية في الخرطوم وحولها"، بحسب صحيفة "جارديان" البريطانية. وقالت الصحيفة إنه رغم أن وقف إطلاق النار كان من المقرر بدءه في تمام الساعة 6 مساء بالتوقيت المحلي، لا يزال من الممكن سماع إطلاق النار في الخرطوم. وحرم القتال في شوارع الخرطوم، خلال الأيام الماضية، العاصمة من الخدمات الأساسية، وقطعت إمدادات الغذاء والدواء، كما يعتقد أن عدد القتلى أعلى بكثير من تقديرات الأممالمتحدة حاليا 185 قتيلا، مع ورود تقارير عن وجود العديد من الجثث في الشوارع. وأوضحت جارديان أن المستشفيات وقعت في مرمى النيران بينما يتقاتل الجانبان للسيطرة على العاصمة، ففي مستشفى أم درمان التعليمي، يعجز الطاقم الطبي عن مواكبة عدد المصابين من المدنيين والجنود، وقال أيوار إن النظام الصحي على وشك الانهيار. كما استقبلت منظمة أطباء بلا حدود، 136 جريحا في مستشفى شمال دارفور، في غضون 48 ساعة، وتوفي 11 شخصا في وقت لاحق متأثرين بجراحهم. وقالت المنظمة إن المقاتلين في الخرطوم يعيدون سيارات الإسعاف التي تحاول انتشال الجثث من الشوارع أو نقل الجرحى إلى المستشفى. وأغلق المطار الدولي الرئيسي والأجواء السودانية بأكملها، لذلك لا يمكن وصول الإمدادات عن طريق الجو، وتم تعليق جميع العمليات الإنسانية الدولية تقريبا وسط الهجمات على المنشآت التي تديرها الأممالمتحدة وغيرها، وتعرضت المستودعات والمكاتب للنهب أو الوقوع في مرمى النيران، ولم يتمكن عمال الإغاثة في الخرطوم من الوصول إلى المتاجر لتوصيل الإمدادات الطبية الحيوية إلى المستشفيات. وانقطعت الكهرباء عن أجزاء كثيرة من الخرطوم لليوم الرابع، مما أدى إلى تعطيل إمدادات المياه والاتصالات، وأدى القتال إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية الحادة، حيث ارتفعت تكلفة الأطعمة الأساسية مثل الدقيق والأرز وزيت الطهي بشكل حاد.