البرهان يصدر عفوا عن كل من يلقى السلاح ب"الدعم السريع".. ارتفاع ضحايا الاشتباكات إلى 144قتيلاً و1409 مصاباً.. وتحذير من انهيار النظام الصحي في وقت دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم، إلى وقف لإطلاق النار لمدة 24 ساعة في السودان، نفى الجيش السوداني علمه بأي تنسيق دولي بشأن تلك الهدنة. جاء ذلك فيما أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، فجر اليوم، قرارا بالعفو العام عن كل من يضع السلاح من ضباط وجنود قوات الدعم السريع. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم، إنه دعا لوقف لإطلاق النار في السودان لمدة 24 ساعة خلال اتصالين مع قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقائد "الدعم السريع"، محمد حمدان دقلو "حميدتي". ورأى بلينكن في مؤتمر صحفي في ختام اجتماعات وزراء خارجية مجموعة السبع في اليابان، أن من شأن وقفٍ كهذا لإطلاق النار أن يشكل أساساً للعودة للمفاوضات. وذكر أن قافلة دبلوماسية أمريكية تعرضت أمس، لإطلاق نار في السودان. وقال إن التقارير الأولية تشير إلى أن الهجوم على القافلة الدبلوماسية نفذته عناصر مرتبطة بقوات "الدعم السريع"، مشيراً إلى أن جميع أفراد القافلة بخير. ولفت إلى تواصل الولاياتالمتحدة، مع الإمارات والسعودية وبريطانيا بشأن الأزمة في السودان. وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، أن بلينكن حث الطرفين على الاتفاق على وقف لإطلاق النار، قائلا إن مسئولية "ضمان سلامة ورعاية المدنيين والموظفين الدبلوماسيين وأفراد فرق المساعدات الإنسانية" تقع على عاتقهما، بحسب وكالة "رويترز". من جهته، أفاد حميدتي في بيان بأنه ناقش مع بلينكن عبر الهاتف "القضايا الملحة" وإنه ستكون هناك المزيد من المحادثات. من ناحيته، قال الجيش السوداني إنه لا علم له بأي تنسيق مع الوسطاء والمجتمع الدولي حول هدنة لمدة 24 ساعة، مضيفا أن إعلان الدعم السريع لهدنة "يهدف للتغطية على الهزيمة التي ستتلقاها خلال ساعات". وأعلنت الدعم السريع، موافقتها على الهدنة التي اقترحها بلينكن، مؤكدة التزام عناصرها بالتوجيهات التي صدرت في هذا الصدد. من جهته، أفاد بيان صادر عن الجيش السوداني بأن "الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أصدر قرارا بالعفو عن كل من يضع السلاح من ضباط وجنود مليشيا الدعم السريع"، مضيفا: "وسيتضمن ذلك استيعابهم في القوات المسلحة اعتبارا من تاريخ التبليغ". من جهتها، اعتبرت قوات "الدعم السريع" أن دعوة البرهان لعناصرها من أجل إلقاء السلاح، واعداً بإعفائهم من العقوبات أو الملاحقة "باطلة"، على حد تعبيرها. ومنذ صباح السبت، يشهد السودان اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" في الخرطوم توسعت لاحقا إلى شرق وغرب البلاد، وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوما على مقار تابعة للآخر. وقرر البرهان على إثر ذلك حل قوات "الدعم السريع" وأعلنها "قوة متمردة". وأكد الجيش السوداني، مساء أمس، أن قواته نجحت في المرحلة الأولى ب"تأمين الموقف وامتصاص الصدمة، وستنتقل إلى مرحلة تالية بقوات جديدة". وتحدث الناطق باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، عن "تسليم عدد كبير" من أفراد قوات الدعم السريع لأنفسهم للجيش، فضلا عن "السيطرة" على معسكر تابع لتلك القوات. وتواصلت الاشتباكات المسلحة لليوم الرابع على التوالي اليوم، فبينما أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة مداهمة قواتها مقر الميليشيا المتمردة بشارع الغابة، تحدثت "الدعم السريع" عن إغلاق كل الطرق كما بثت لقطات فيديو لما تقول إنه انتشار لعناصرها داخل مطار الخرطوم، وقالت كذلك إنها بسطت سيطرتها على القصر الجمهوري. في غضون ذلك، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، اليوم، سقوط 144 قتيلا مدنيا. وقالت في بيان إن إجمالي الإصابات منذ بداية الاشتباكات بلغ 1409 إصابات، تشمل المدنيين والعسكريين معاً. وأوضحت اللجنة أن هذا الحصر يشمل الضحايا والمصابين الذين تمكنت من الوصول إليهم فقط، مشددة على وجود ضحايا آخرين لم تتمكن من حصرهم. كما طالبت بفتح "ممرات آمنة" لمعالجة المرضى والمصابين وتوصيل المواد الغذائية والدوائية. إلى ذلك، قال فريد أيور، رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في السودان للصحفيين: "الحقيقة هي أنه في الوقت الحالي يكاد يكون من المستحيل تقديم أي خدمات إنسانية في الخرطوم وما حولها". وحذر أيور من أنه إذا استمرت الاضطرابات في النظام الصحي السوداني "فسوف ينهار تقريبا". وتعرضت بعثات أجنبية، أمس، لهجمات في السودان، حيث أعلن الاتحاد الأوروبي أن سفيره في الخرطوم "تعرّض لاعتداء" في منزله، كما تعرضت قافلة دبلوماسية أمريكية لهجوم من عناصر "الدعم السريع". وقال مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل في تغريدة على حسابه بموقع تويتر إن الاعتداء على سفير الاتحاد الأوروبي في السودان انتهاك صارخ لاتفاقية فيينا، مشددا على أن أمن المباني الدبلوماسية والموظفين هي المسئولية الرئيسية للسلطات السودانية والالتزام بموجب القانون الدولي.