• حلقت شعرى من أجل المسلسل ولم أستطع أن أنظر فى المرآة بعدها • راهنت على العمل قبل بدايته.. وجميع مشاهد العمل صعبة • اللهجة الصعيدية لم تشكل أى عائق بالنسبة لى وخضعت لتدريبات مكثفة عليها • لا تهمنى البطولة المطلقة تماما بحماس وخطوات محسوبة، تخوض الفنانة روجينا تحديات كبيرة، حيث قررت أن تأخذ مسارا مختلفا بالسباق الرمضانى هذا العام، وأن تقدم شخصية المرأة والرجل معا، من خلال مسلسل «ستهم»، والذى يتحدث عن قضية تمس المرأة فى صعيد مصر، والتقت «الشروق» بروجينا وتحدثت معها حول فكرة المسلسل وارتدائها لملابس الرجال. * فى البداية من أين جاءت فكرة المسلسل؟ بدأت فكرة «ستهم» بحلم لرءوف عبدالعزيز، عندما كنا نصور فى مسلسل «انحراف»، وكنا نفكر فى المشروع الذى سنقدمه فى رمضان 2023، وقال لى أنا حلمت بالمشروع الذى سنقوم به، وتابع: «فى ستات كده فى المجتمع ارتدوا ثوب الرجال، وأنا أفكر فى أن تجسدى هذه الفكرة». وسألته هل سأقوم بدور رجل؟ أجابنى نعم، فقلت له هذا أمر صعب جدا، كما قال لى إننى حلمت أيضا باسم المسلسل وهو «ستهم». * ما الذى حمسك لفكرة «ستهم»؟ هو حماس أى ممثلة تسعى دائما لتقدم عملا مختلفا تفاجئ به جمهورها، وتجعل عمرها الفنى يطول كممثلة، وأنا دائما حينما يعرض عليا فكرة مسلسل يتناول حياة سيدة تعانى من المجتمع وظروفها القاسية، أتحمس لها على الفور. * هل كان قرار تقديم شخصية «ستهم» سهلا؟ بصراحة شديدة لم يكن سهلا، لأن الشخصية صعبة جدا، وتمر بتحولات كثيرة على مستوى الأحداث والملامح، وكنت متخوفة إلى حد كبير، ولكن شجعنى على دخول هذه المغامرة، المخرج الموهوب رءوف عبدالعزيز. * ما الرسالة التى يحملها «ستهم»؟ يعد المسلسل من وجهة نظرى محاولة جادة وصادقة لإنصاف دور المرأة فى المجتمعات العربية، نحن أمام سيدة مات زوجها، والجميع يريد فرض سيطرته عليها وأن لا يعطيها حقها، ورغم ذلك تتحلى بالصلابة، وترفض الاستسلام، وتقرر أن تقص شعرها تماما، وترتدى الجلباب الصعيدى، وتخرج للعمل فى الجبل وسط الرجال، ولا يشعر العاملون معها أنها امرأة، والمسلسل رسالة قوية لكل النساء، حتى لا يرفعن راية الاستسلام مهما كان حجم التحديات. * هل قصة المسلسل مستوحى من أحداث حقيقية؟ المسلسل يتكون من عدة قصص حقيقية فى الحياة، وليست سيرة ذاتية لشخصية بعينها، ولكن قصة المسلسل أكبر وأشمل من ذلك. * تحرصين دائما على مناصرة المرأة فى أعمالك.. لماذا؟ لو لم أكن أدافع عن المرأة أدافع عن من؟ ولو لم أكن مهتمة بالمرأة وقضاياها أهتم بقضايا من؟، أحرص دائما على أن أوجه رسالة للمرأة سواء المصرية أو العربية فى كل عمل من أعمالى، وربنا حبانى إنى أقدر أعمل بطولة واختار قضايا تمس بنى جنسى، وأعتبر أن مسلسل «ستهم» تكريم للمرأة بشكل عام، ولكل من يحترمها. * هل شكلت اللهجة الصعيدية عائقا أمامك خاصة أنك لم تقدمى دراما صعيدية منذ 23 عاما؟ لا فأنا لدى مبادئ اللهجة الصعيدية، لأننى عملت سابقا بالدراما الصعيدية من خلال مسلسلات «الفرار من الحب» مع مجدى أبوعميرة، و«درب الطيب» بصحبة هشام سليم ومن إخراج نادر جلال، وأثقلتها بالتدريب مع مدربين اللهجة حسن قناوى وحسان، وقمنا بالكثير من بروفات الترابيزة، وكانوا أشداء جدا فى تدريباتهم الصعبة التى خضعت لها، لأنهم لم يكونوا يريدون أن أتحدث باللهجة الصعيدية فقط، ولكن أيضا بنفس طريقة الكلام ومخارج الحروف خاصة أن اللهجة الصعيدية لا تخضع لكثير من المواضع الإعرابية، وعندما بدأنا التصوير لم أكن أحمل همها ووضعت كل تركيزى فى الأداء ومشاهدى الصعبة. * بمناسبة الحديث عن الصعوبات.. ما أكبر التحديات التى واجهتك أثناء المسلسل؟ أكبر التحديات من وجهة نظرى، كان فى التكيف والتوحد مع الشخصية، وعشت حالة نفسية صعبة، فى مرحلة التحول، وسيطر على القلق والتوتر. لا أبالغ إذا قلت لك إن جميع مشاهد العمل صعبة جدا، لحظة وفاة الزوج، ومشهد قص الشعر، والعمل وسط الرجال، المسلسل صعب، ولكن حبى للشخصية جعلنى أشعر بالمتعة. * هل يمثل لك «ستهم» نقطة تحول فى حياتك الفنية؟ بالتأكيد، فأنا راهنت عليه بدرجة كبيرة قبل بدايته، لأنه ليس مجرد عمل أثبت موهبتى خلاله لكنه بمثابة انتصار لأهم قضايا المرأة، لكونه يمس كل امرأة فى الوطن العربى، فستجد «ستهم» فى كل بيت باختلاف الأحداث، والمسلسل تغيير جذرى فى حياتى ومشوارى وفى نفسى كممثلة بسبب الخبرات التى اكتسبتها من هذا العمل. * حدثينى عن كواليس حلاقة شعرك وارتداء الملابس الرجالى؟ عندما بدأنا التصوير كان بمشهد الحلاقة وبالفعل أنا حلقت شعرى، وبعد ذلك كتب عدة مشاهد وأنا بدون شعر، وكان مطلوبا منى أن أظل هكذا، ولكنى لم أستطع أن أخوض تجربة حلاقة الشعر مرة أخرى، فأنا كنت خائفة جدا من هذا التحول، وفى أولى البروفات بالملابس والماكياج الرجالى، انتابتنى حالة نفسية صعبة جدا، ودخلت فى حالة عصبية، وخوف وقلق وتوتر شديدة، والصعب فى العمل لم يكن أن أرتدى ثوب الرجال، ولكن الصعب فى أن المشاهد يصدقنى، أن يصدق أن أنثى ستعمل مع الرجال وهى مثلهم لا تستطيع التفرقة بينهم. الأمر كان به صعوبة شديدة، ولكنه كان به تحدٍ ومتعة كبيرة بالنسبة لى، لأننى كسرت العديد من التابوهات المحظورة بالنسبة للممثلات ذكرتنى بأيام المعهد، واكتشفت قدرات مختلفة وجديدة لدى كممثلة. * كيف كانت الآثار النفسية عليك بعد حلاقة شعرك؟ جاءت لى حالة نفسية بعد الحلاقة، ولم أكن استطيع أن أنظر إلى نفسى فى المرآة، وكنت أحاول أن اتهرب من لقاء عائلتى بالمنزل وأضع شعرا مستعارا عندما أخرج. * ماذا كان رأى زوجك الدكتور أشرف زكى عندما عرضت عليكى شخصية «ستهم»؟ أشرف زكى ليس زوجى فقط بل هو أستاذى الذى أتعلم منه كثيرا، فهو الترمومتر بالنسبة لى، ويمنحنى الثقة بنفسى دائما، وكان سعيدا جدا، بوضع نفسى فى حالة تحدٍ، وعندما كنت أشعر بالتوتر كنت أجده واقفا بجانبى، فهو الشخص الوحيد الذى لا أخجل من أن أظهر خوفى وقلقى له، وعندما أخبرته بذلك العمل، قال لى إننى سأقدم دورا مهما فى حياتى سيكون بمثابة نقلة مهمة فى تاريخى الفنى. * كيف تجدين العمل مع المخرج رءوف عبدالعزيز؟ سعيدة بتعاونى مع المخرج رءوف عبدالعزيز، وبردود فعل الجمهور على أعمالى معه، حيث قدمنا سويا عملين الأول «انحراف» والثانى «ستهم»، وهو يشبهنى فى بحثه عن الاختلاف والتميز، سواء على مستوى الفكرة أو القصة أو الأداء، وأشكره على اختياره لى فى مسلسل «ستهم». * من صاحب فكرة اختيار ناصر عبدالرحمن لكتابة المسلسل؟ لم نجد أجدر ولا أفضل ولا أهم من ناصر عبدالرحمن ليكتب الفكرة ويحولها إلى مسلسل، فهو رجل صعيدى يمتلك حكايات كثيرة عن روائع صعيدية لم تخرج للنور بعد، كما أن كتابته الصعيدية حقيقية جدا وتلمس المشاهد، وأنا سعيدة بعملى معه، فهو دائما متفرد بأعماله وبالقضايا التى يناقشها من خلال أعماله، والتى تتنبأ بالمشكلة قبل حدوثها بسنوات. * كيف كان التعاون مع إياد نصار والشيخ ياسين التهامى؟ فخورة وسعيدة بالعمل مع إياد نصار، والجمهور اكتشف مع مشاهدة المسلسل أنه البطل الحقيقى لقصة «ستهم»، والذى بنيت عليه جميع الأحداث. أنا أحد مريدى الشيخ ياسين التهامى، وكنت ألف وراءه بالموالد، وهو ليس مجرد شيخ المداحين، فلك أن تتخيل مدى الفخر الذى أشعر به، كونه صوت المسلسل ويمثل به. * كيف وجدتِ ردود الفعل على المسلسل؟ لكل مجتهد نصيب، ردود الفعل أسعدتنى جدا، ده كرم كبير من ربنا، والحمد الله رد الفعل كويس جدا على الشخصية لأنها شخصية حقيقية من المجتمع، والناس متأثرة بها. * هل يمكن أن تعودى للبطولة الجماعية بعد تقديمك البطولة المطلقة؟ أنا لا تهمنى البطولة المطلقة تماما، فأنا ممثلة حينما يأتى لى دور وأعجب به ويكون مختلفا عما قدمته من قبل ويكون تحديا بالنسبة لى، أوافق عليها فورا، سواء بطولة جماعية أو فردية، أجرى وراء الدور الذى يضيف لى ويستفزنى، وسوف أبقى على هذا الأسلوب طوال عمرى.