قال سفير إسبانيا لدى مصر، ألبارو إيرانثو، إن العلاقات الثنائية بين مصر وإسبانيا شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، على الرغم من أنه لا تزال هناك إمكانية لتطويرها بشكل أكبر، لا سيما في المجال الاقتصادي، مشيرا إلى "وجود أوجه تكامل واضحة بين بلدينا، وتظهر الأرقام التجارية على مدى العامين الماضيين ارتفاعًا واضحًا، وهو دليل على تمتع علاقتنا الثنائية بتطور جيد". • إسبانيا تحتل المرتبة الثانية بالنسبة للواردات المصرية خلال عام 2022 وقال على هامش حفل إفطار السفارة الإسبانية اليوم، أن التبادل التجاري بين إسبانيا ومصر شهد نموا كبيرا في السنوات الأخيرة، حيث بلغ عام 2022 قيمة إجمالية قدرها 4 مليارات و500 مليون يورو، لافتا إلى انخفاض الصادرات الإسبانية إلى مصر العام الماضي (1 مليار و569 مليون يورو) بنسبة 1.5%، بينما زادت الواردات من إسبانيا (2 مليار و930 مليون يورو) بنسبة 146%. وأضاف: "ونتيجة لذلك، أصبحت إسبانيا العميل الثاني لمصر في عام 2022، حيث قفزت من المركز السابع الذي احتلته في عام 2021، نتيجة زيادة واردات الغاز الطبيعي المسال المصري إلى إسبانيا، في سياق التنويع الإسباني للإمدادات، وزيادة أكبر في المعروض من مصر بفضل إعادة افتتاح محطة تسييل الغاز بدمياط عام 2021 (التي بنتها شركة يونيون فينوسا الإسبانية)". وتابع: "في الوقت نفسه، على قائمة أكبر الموردين لمصر، احتلت إسبانيا المركز الخامس عشر عام 2022، وشملت قائمة صادراتها إلى مصر بشكل رئيسي: الآلات والأجهزة الميكانيكية والمركبات والجرارات والأجهزة والمواد الكهربائية والنحاس ومصنوعات، بينما استوردت إسبانيا من مصر في نفس الفترة: وقود، وزيوت معدنية، ومواد بلاستيكية ومصنوعاتها، والحديد والصلب، والأسمدة، والملابس المشغولة". • 809 ملايين يورو استثمارات تراكمية و400 مليون يورو تمويل ثنائي لمشروعات وقال إنه وفقا لأحدث بيانات سجل الاستثمارات التابع لوزارة الدولة للتجارة، يقدر حجم الاستثمارات الإسبانية في مصر ب809 ملايين يورو، مضيفا أنه "منذ عام 1998، أبرمت إسبانيا بروتوكول مالي لتمويل مشروعات الشركات الإسبانية مع الإدارة المصرية. وخلال زيارة لرئيس الحكومة الإسبانية، تم التوقيع على إعلان مشترك بشأن التمويل، أتاحت إسبانيا بموجبه لمصر ما يصل إلى 400 مليون يورو في شكل تمويل ثنائي بشروط ميسرة، لافتا إلى أنه من أبرز المشروعات التي تم تمويلها مؤخرا من الجانبين المصري والإسباني: - تشييد شركة جاميسا لمزرعة رياح خليج جبل الزيت بطاقة 120 ميجاوات، بقيمة 119.2 مليون يورو. - حماية وإنارة بعض المواقع الأثرية بتكلفة بلغت 30 مليون يورو. - إعادة تأهيل 23 قطارا بالخط الأول لمترو القاهرة الكبرى، جار التنفيذ من قبل شركة الإنشاءات المعاونة للسكك الحديدية (CAF) بتكلفة 158.9 مليون يورو. - توقيع عقد بين شركة تالجو وسكك حديد مصر في أغسطس 2022 للحصول على 7 قطارات نوم جديدة شاملة الصيانة لمدة 15 عاما بقيمة 200 مليون يورو. • 12 بعثة أثرية.. 20 قسما لتعليم اللغة الإسبانية وفرعان لمعهد ثربانتيس واستطرد أن إسبانيا ومصر تتشاركان إرثا تاريخيا وحضاريا استثنائيا، ساهم في العديد من أوجه التبادل الثقافي على مر القرون: "نفخر بأنفسنا في إسبانيا بسبب التراث العربي والإسلامي الغني الذي يزوره المصريون والمسافرون من جميع أنحاء العالم بانتظام ويستمتعون به"، مضيفا: "في الوقت نفسه، يجذب التراث التاريخي والثقافي المصري غير العادي المزيد والمزيد من الإسبان، وهو أرض خصبة جدًا للعلاقات الثقافية بين بلدينا". وأشار إلى أن مصر وإسبانيا تحظيان بتعاون ممتاز في مختلف المجالات، ومنها اللغة الإسبانية وعلم المصريات والفنون المسرحية، وخاصة فن الفلامنكو والفن الدرامي، وتشارك إسبانيا بانتظام في الأحداث الثقافية المختلفة، مثل معرض القاهرة الدولي للكتاب، ومهرجان القاهرة للجاز، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان الإسكندرية لدول البحر الأبيض المتوسط، ومهرجانات مسرح الإسكندرية وقنا- الأقصر، ومهرجان المسرح الصغير بالقاهرةوالإسكندرية، ومعارض للفن المعاصر، مثل Art D´Egypte، من بين العديد من الفعاليات الأخرى. ولفت إلى أن معهد ثربانتيس (المركز الثقافي الإسباني) بفرعيه في القاهرةالإسكندرية -اللذان استعادا بالفعل مستوى النشاط الأكاديمي الذي كانا عليه قبل جائحة كورونا- يبذل جهودًا كبيرة للترويج لبرامج دبلومة تعليم اللغة الإسبانية للأجانب (DELE)؛ كوسيلة لتعزيز الوصول إلى الجامعات الإسبانية والإيبيروأمريكية، مشيرا إلى أن أكثر من 6000 دارس يتلقون اللغة الإسبانية دورات التعليم العالي في 20 جامعة مصرية حكومية وخاصة، كما ازداد عدد أقسام اللغة الإسبانية في الجامعات المصرية في السنوات الأخيرة، ويتجاوز بالفعل 20 قسمًا، منوها بأن "كل هذا يمثل زيادة كبيرة في عدد معلمي اللغة الإسبانية، وما يترتب على ذلك من تأهيل خاص". وأوضح أن "إسبانيا لديها 12 بعثة أثرية في مواقع مصرية مختلفة، مثل سقارة والأقصروأسوان ووادي الجمال وفي وسط البلاد، يقومون بعمل علمي في بعثات سنوية تستمر لمدة شهر. كما يعمل وجودها على تقديم دورات تدريبية لمسئولي وزارة الآثار والسياحة (عقدت آخرها في أسوان في ديسمبر 2022، عن الأنظمة المتحفية، وفي القاهرة في فبراير 2023 حول التسويق والإدارة الثقافية)"، مستطردا: "وحاليا، تعرض العديد من المتاحف المصرية نتائج الحفريات الإسبانية: متحف الأقصر الأثري، وبعثة جحوتي والوزير أمنحوتب هوي، ومتحف النوبة بأسوان، بعثة قبة الهواء". وزاد: "كما تعتبر الرياضة أيضًا جزءًا مهمًا من ثقافاتنا، ولهذا السبب من الضروري التأكيد على الاستقبال الكبير الذي حظي به نشر الأحداث الرياضية الإسبانية في مصر. كرة القدم هي بلا شك الرياضة الأكثر متابعة من قبل الجمهور المصري، وهو عامل يساهم بشكل كبير في زيادة الوعي بإسبانيا في مصر". • السياحة: 180 ألف سائح إسباني خلال عام 2022 وقال إن السياحة -التي كانت تقليديا أحد أهم قطاعات الاقتصاد المصري- تتعافى تدريجيا، وعلى الرغم من الحرب الروسية الأوكرانية، استقبلت البلاد في عام 2022 نحو 12 مليون سائح، ويرجع جزء كبير من هذا الانتعاش إلى السياحة الإسبانية، التي نمت بشكل مطرد لتصل إلى 180 ألف سائح في عام 2022، منوها بحضور وزير السياحة المصري، الدورة الأخيرة للمعرض الدولي للسياحة والسفر الإسباني (FITUR) هذا العام، ولقاءه بوزيرة الدولة روزانا موريللو، بهدف بحث مضاعفة عدد السياح الإسبان إلى مصر في عام 2023، وهو ما سيساهم فيه الافتتاح المرتقب لرحلات طيران إضافية من مدريد إلى القاهرةوالأقصر. • التعاون: جار تنفيذ 21 مشروعا بقيمة 11 مليون يورو وتابع أنه بالنسبة لإسبانيا، تحظى مصر بمكانة متقدمة في مجالات التعاون، وفقًا للخطة الرئيسية الخامسة للتعاون. "الهدف الاستراتيجي العالمي هو المساهمة في زيادة قدرات الدولة ومؤسساتها والمجتمع المدني، من أجل دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة والعادلة، وتعد المساواة بين الجنسين هي إحدى السمات المميزة للتعاون الإسباني في مصر، مما يسلط الضوء على الإجراءات التي تهدف إلى خلق فرص عمل للمرأة وتعزيز الحماية الاجتماعية". وأشار إلى أن الحكومة الإسبانية أعلنت عن مضاعفة أموال التعاون الدولي في عام 2023، وبالتالي من المتوقع زيادة الميزانية الثنائية مع مصر. وبلغ الحجم الإجمالي للمساعدات الإنمائية الرسمية المقدمة في الفترة الماضية 2015-2021 ما يقرب من 50 مليون يورو، كما تحدد خطة البرامج الجديدة على 4 مجالات عمل: مكافحة الفقر، المساواة بين الجنسين، التحول البيئي العادل، والاقتصاد الأخضر، والهجرة. ولفت إلى أن الوكالة الإسبانية الدولية للتعاون من أجل التنمية تنفذ في الوقت الراهن 21 مشروعا تبلغ قيمة ميزانيتها الإجمالية 11 مليون يورو، تشمل قطاعات المساواة بين الجنسين، المياه، التأهيل والتوظيف، الحوكمة الديمقراطية، والتعزيز المؤسسي، والتعاون الثقافي.