• ماجدة موريس: انتشار مسلسلات ال«15» حلقة عودة للرجوع للمنطق والتليفزيون المصرى بدأ بالسباعيات • طارق الشناوى: نحن أمام «بروفة جنرال» لتغيير نمط الدراما التليفزيونية.. والمنصات لعبت دورا كبيرا فى هذا • عصام زكريا: لن يكون هناك ارتباط مسبق بعدد الحلقات.. وكل عمل يفرض قالبه اتفق النقاد على أن ما حدث هذا الموسم من زيادة غير مسبوقة لمسلسلات ال 15 حلقة فى الموسم الرمضانى، ما هو إلا خطوة تمهيدية للإطاحة بمسلسلات ال 30 حلقة فى الموسم الرمضانى المقبل لعام 2024، ونسبوا الفضل الأكبر فى هذه الخطوة، للمنصات الرقمية التى أحرجت صناع الدراما التليفزيونية، بإنتاج مسلسلات بأفكار جريئة وحلقات قصيرة، وأحداث مكثفة. البداية مع الناقدة ماجدة موريس التى قالت: من أبجديات الدراما التليفزيونية أن يكون المحتوى الفكرى على قدر المحتوى الدرامى، أى إن القصة تناسب عدد الحلقات، بغض النظر عما اذا كانت 15 حلقة أم 30، لكن للأسف التليفزيون المصرى فى وقت من الأوقات رسخ قاعدة أن مسلسلات رمضان لابد وأن تكون 30 حلقة، خصوصا بعد دخول المنتج المنفذ، لنفاجأ أن الحلقة كلها ما هى إلا مجرد مشهدين أو ثلاثة، وعانينا لسنوات طويلة وشعرنا جميعا أن الدراما لم يصبح لها قيمة، مقارنة بأعمال عمالقة الدراما فى مصر، أمثال أسامة أنور عكاشة، ومحمد جلال عبدالقوى ومحمد صفاء عامر وغيرهم. وتابعت: الملفت أن التليفزيون المصرى بدأ بالسباعيات، فالمسلسل كان عبارة عن 7 حلقات فقط لا غير، وعليه فنحن الآن بصدد الرجوع إلى الحق، ورجوع للمنطق، وللعلم فهناك مسلسلات 15 حلقة لكن أحداثها ممكن اختصارها فى حلقات أقل، وأتوقع أن الموسم الرمضانى المقبل سيكون عدد المسلسلات «الخمستاشر» أكثر بكثير من مسلسلات ال 30 حلقة، فالقليل سيكون ال 30، فالزمن الآن اختلف. وأشارت موريس: يجب ألا نغفل حقيقة الدور الذى لعبته المنصات فى هذا الشأن بعد النجاح الكبير الذى حققته مع مسلسلات ال 8 حلقات والعشرة، كما أن أفكارها جريئة وغير مألوفة، لا تقدر القنوات العامة التعرض لها، وأتصور أن مسلسلات ال 15 أقل تكلفة من الطويلة، وهو ما يشجع المنتجين على تمويل أعمال كثيرة فى هذا الإطار، خاصة أنها أصبحت تجذب النجوم، فالنجم الحقيقى هو من يُقبل على العمل الجيد بعيدا عن مساحة دوره أو إذا كان المسلسل 30 أو 15، وعليه وجدنا هذا الموسم إقبالا كبيرا من النجوم على لعب بطولة مسلسلات قصيرة، وهذا ذكاء منهم أيضا فلقد استوعب هؤلاء حقيقة أن الزمن تغير، فنجد مسلسلا للفنان أحمد السقا من عشر حلقات فقط يذاع هذا الموسم وهو مسلسل «حرب»، ومنى زكى تلعب بطولة «تحت الوصاية» المكون من 15 حلقة. وقال الناقد طارق الشناوى: دعونا نتحدث بصراحة أن رقم 15 وما دون هذا الرقم، سيكون هو البطل فى رمضان المقبل، وكأن ما حدث بروفة «جنرال» لتغيير نمط مسلسلات ال 30 حلقة، فالمشكلة أن هذا الرقم فرضته قوانين الفضائيات، بمعنى أن شهر رمضان 30 يوما، فالمسلسل يجب أن يكون 30 حلقة. واستطرد: هناك بعض جهات الإنتاج ترى أن إنتاج مسلسل 30 حلقة أقل تكلفة من ال 15، فالديكور الذى تدور فيه الأحداث لن يقل ثمنه، اذا كان المسلسل 15، وعليه حينما يزود الحلقات فى نفس الديكور، فهذا توفير بالنسبة له، كذلك الأمر مع الموسيقى التصويرية وتفاصيل أخرى معينة موفرة لجهة الإنتاج حينما يكون المسلسل 30 حلقة وليست 15 حلقة، أى إن الأزمة التى كنا نواجهها لها علاقة بالناحية الاقتصادية، والنتيجة أننا كنا نعانى من المط والتطويل، لأن المسلسلات ليست قائمة على قانون الدراما الطبيعى، بل وفقا للقانون الاقتصادى أو التسويقى، ولكن الأمور تغيرت، وعليه النمط الاقتصادى تغير. وتابع الشناوى: والدليل أن المنصات كسرت الحاجز الرقمى للأعمال الدرامية وحققت نجاحات كبيرة، واعتبر ان هذا الامر أحد أهم إيجابيات المنصات، التى وضعت قانون الدراما أعلى من الاقتصاد، وبالتالى أتصور أن الموسم القادم سيكون الاستثناء هو ال 30 حلقة، والقاعدة العامة مسلسل الخمستاشر، إضافة إلى أن النجم نفسه تغير، فحتى وقت قريب كانت هناك نظرية تقول إن النجم غير المتحقق أى ال«مش سوبر ستار» هو من يلعب بطولة المسلسل قصير الحلقات، ونفس الكلام ينطبق على المخرجين، لكن تحطم هذا الكلام العام الماضى على يد كاملة أبوذكرى ومنة شلبى من خلال مسلسل «بطلوع الروح»، ولم يعد المخرج والنجم يخشى من مسلسل ال 15 حلقة، ولن يقال عليه إنه فقد بريقه أو إنه لن يتحمل ال 30 حلقة، فهذا الكلام أصبح من الماضى، وبقية النجوم بالتبعية سيقبلون على هذه النوعية، فكل فنان يهمه ألا ينفض الناس من حوله، فكيف الحال وهو يعرض مسلسل طويل وجنبه مسلسلا أسرع إيقاعا يحظى بإقبال جماهيرى. وقال الناقد عصام زكريا: ال 30 حلقة هو قالب واحد من القوالب التليفزيونية، أى إنه ليس الأساس، والدراما العربية لم تبدأ بهذا العدد، بل كانت هناك أعداد أخرى مثل السباعيات والخمستاشر وهكذا، لكن هذا القالب ارتبط بشهر رمضان بعد أن تحول هذا الشهر إلى الموسم الدرامى الرئيسى طوال العام، فحكاية ال 30 حلقة ليس لها أى مبرر إلا لارتباط الجمهور بمشاهدة الأعمال الدرامية فى شهر رمضان، وبعد العيد تنفض الناس من حول شاشة التليفزيون، وتتوقف عن الفرجة بعض الوقت، ومن هنا تقيدت الدراما المصرية والعربية بفكرة ال30 حلقة. وتابع: مع مرور الوقت أصبح هذا الأمر يمثل مشكلة كبيرة خاصة مع التطور الحاصل فى السنوات الأخيرة، ومع وجود المنصات التى تعرض مسلسلات قصيرة، كل أسبوع حلقة أو اثنتين، ولا ترتبط بعدد محدد من الحلقات للمسلسلات، فنجد مسلسل 6 حلقات، ومسلسل له عدة مواسم، أى إن كل عمل يفرض قالبه، فكيفما تطلب العمل، يتم التنفيذ، وهذا هو المنطقى فى الفن، أن الموضوع يفرض نفسه، ويحدد قالبه، لكن نحن كنا نجبر أنفسنا على مط القصة القصيرة حتى يتم حكيها فى 30 حلقة وهى لا تستحق سوى 7 حلقات فقط. واستطرد: حتى ال 15 حلقة أراها تحايل قليلا لحل مشكلة ال 30 حلقة، ولكن ستبقى هنا المشكلة، فربما المسلسل احتاج عدد حلقات أقل من 15، أو أكثر حلقتين، وعليه ستستمر المشكلة لأن النتيجة إما مط الأحداث أو ضغطها لتتماشى مع ال 15 حلقة، رغم أن الموضوع لا يحتاج لهذا، وأتصور أن انتشار ال 15 حلقة محاولة لتلافى المشكلات والعيوب التى حدثت بسبب الإصرار على 30 حلقة، وهو لحد ما حل يقلل حجم المشكلة، وسوف ينتشر الأعوام القادمة على حساب مسلسلات ال30 حلقة التى ستظل موجودة بنسبة قليلة، ولكن بموضوعات تناسب هذا العدد، وبمرور الوقت ستتحرر الناس تماما من العدد المسبق للمسلسل.