تسود حالة من الغليان فى وحدة «جراحة الوجه والفكين» فى معهد ناصر، بعد أن قررت وزارة الصحة تعيين د. عماد حلمى سعيد مشرفا عاما على هذه الوحدة، رغم عدم حصوله على المؤهلات العلمية التى تؤهله لتبؤ هذا المنصب بدلا من د. حاتم المكاوى، الخبير العالمى فى جراحة الوجه والفكين، والذى منحته الجمعية الملكية البريطانية ميداليتها الذهبية الشهر الماضى وهى الميدالية التى لا تمنح إلا لشخص واحد كل عام نظرا لتميزه فى هذا المجال. د. غادة المرشدى واحدة من الأطباء العاملين فى وحدة جراحة الوجه والفكين بمعهد ناصر، أكدت أن قرار الإطاحة ب د. المكاوى «غير منطقى ويهدم 14 عاما من العمل الشاق الذى قام به د. المكاوى.. فهو من أسس هذه الوحدة عام 1996.. وجعلها تنافس مثيلاتها فى الدول المتقدمة. وأضافت د. غادة: «المكاوى قاتل حتى لا يمنح أى طبيب فى مجال جراحة الوجه والفكين على وظيفة (استشارى) أو (رئيس قسم) إلا بعد الحصول على بكالوريوس الطب البشرى وبكالوريوس طب الأسنان معا، وشهادة عليا لا تكون أقل من الزمالة البريطانية أو البورد الأمريكى أو الدكتوراه المصرية، وهذا هو نظام وحدات الوجه والفكين فى انجلترا وأمريكا وألمانيا وفرنسا وحتى اليونان، وبعد كل هذا الجهد أتت وزارة الصحة ب د. عماد حلمى سعيد ليرأس الوحدة وهو متخصص فى جراحة الفم والأسنان فقط.. فهل هذا معقول؟». وأكدت د. غادة أنه بينما كنا نستعد للاحتفال بالدكتور المكاوى بعد حصوله على الميدالية الذهبية من الجمعية الملكية البريطانية فوجئنا بمكتب مدير معهد ناصر يطلبه ويواجهه بالدكتور عماد حلمى سعيد أستاذ طب جراحة الفم والفك فقط أى حاصل على بكالوريوس طب الأسنان ودكتوراه فى جراحة الفم، وليس حاصلا على بكالوريوس الطب البشرى كما هو متطلب لنظام هذه الوحدات فى كل العالم، ويخبره أن د. سعيد سيكون رئيسه، وأنه المنوط بكل أعمال الوحدة من هذه اللحظة وأن هذه أوامر عليا من الوزارة وعليه تنفيذها، مع تسريح 10 من خيرة الأساتذة بالقسم معظمهم حاصل على أعلى الشهادات من أوربا، وهو ما ترتب عليه انهيار تام فى الوحدة، بعد أصرت الوزارة على رحيل د. المكاوى بالقوة». د. حاتم المكاوى أكد من جهته فى تصريح خاص ل«الشروق» تعليقا على قرار إقالته من وحدة جراحة الوجه والفكين فى معهد ناصر: «ذنبى الوحيد أنى كنت أقف بجوار الفقراء، ولا أعترف بالواسطة والمحسوبية.. لكن يبدو هذه الثقافة غير موجودة فى مصر». وأضاف: «أنا لا يهمنى أن أقال من الإشراف على هذه الوحدة.. لكن على الأقل يأتون بزميل مؤهل للعمل بهذه الوحدة والإشراف عليها». ولم يتسن لنا الوصول للدكتور بهاء أبوزيد، مدير معهد ناصر للتعليق على ما يجرى فى وحدة «جراحة الوجه والفكين» بالمعهد، لكن الدكتور توفيق عبدالجواد زمزم، نائب المدير، أكد أن الملف كله فى يد مدير المعهد وأنه غير مخول للتعليق على الموضوع.