اتخذت عدة حكومات غربية، قرارا بحظر تطبيق الفيديو القصير، الصيني "تيك توك"، بداية من الإدارة الأمريكية، والمفوضية الأوروبية، حتى الحكومة الكندية، في حين أعربت الشركة الصينية عن أسفها لعدم إبلاغها بالأسباب. وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن الوكالات الفيدرالية الأمريكية والحكومة الكندية، قررا حظر "تيك توك" من الأجهزة المحمولة. ومنح البيت الأبيض جميع وكالاته 30 يومًا لإزالة التطبيق من أجهزته، كما وجهت الحكومة الكندية بإزالة الشبكة الاجتماعية على الفور من هواتف مسؤوليها، خوفًا من أن تتمكن بكين من الوصول إلى بيانات المستخدم، بحسب الصحيفة الفرنسية. وأوضحت الصحيفة الفرنسية، أن البيت الأبيض، طلب من جميع الوكالات الفيدرالية إزالة تطبيق تيك توك من أجهزتها المحمولة في غضون ثلاثين يومًا، مشيرة إلى مخاوف بشأن أمان بيانات المستخدم، لافتة إلى أن عددا قليل من الوكالات، مثل وزارة الدفاع والأمن الداخلي، قد نفذت بالفعل مثل هذه القيود. وأشارت الصحيفة إلى أنه في اليوم نفسه، أعلنت الحكومة الكندية أنها ستحظر تطبيق تيك توك على الأجهزة المحمولة التي توفرها لموظفيها اعتبارًا من اليوم الثلاثاء، مشيرة إلى "مستوى غير مقبول من المخاطر على الخصوصية والأمان". من جانبها، قالت رئيسة وزارة الخزانة منى فورتييه في بيان: "على الأجهزة المحمولة، توفر طرق جمع البيانات في تيك توك وصولًا كبيرًا إلى محتوى الهاتف"، مشيرة إلى أن الحظر اتخذ "كإجراء وقائي". وأضافت: "ليس لدينا سبب للاعتقاد في الوقت الحالي بأن أي معلومات حكومية تم اختراقها". في المقابل، ردت متحدثة باسم "تيك توك"، في رسالة بالبريد الإلكتروني، على القرار "الغريب" الذي تم اتخاذه "دون الإشارة إلى أي مشكلة أمنية محددة"، معربة عن أسفها من عدم اتصال الحكومة الكندية بالمنصة. ويخضع تطبيق الفيديو القصير الشائع للغاية، المملوك لشركة "بايت دانس" الصينية الذي انطلق عام 2016، لمزيد من التدقيق من قبل الغربيين الذين يخشون أن تتمكن بكين من الوصول إلى بيانات المستخدمين في جميع أنحاء العالم، وفقا للصحيفة الفرنسية. ويأتي هذا الحظر في كندا بعد أيام من قرار مماثل من قبل المفوضية الأوروبية، والذي يحظر "تيك توك" على موظفيها "لحماية" المؤسسة، بحسب "لوموند" . وأشارت "لوموند" إلى أن "تيك توك" أيضًا في مرمى نيران السلطات الأمريكية، لافتة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، صدق قبل بضعة أسابيع، على قانون يحظر استخدام هذا التطبيق في مجلس النواب ومجلس الشيوخ، وكذلك على أجهزة موظفي الخدمة المدنية. وأوضحت الصحيفة الفرنسية، أن العلاقات بين الصينوكندا تدهورت بشكل حاد في السنوات الأخيرة، خاصة بعد اعتقال كندا بناءً على طلب من الولاياتالمتحدة للمدير المالي لشركة "هواوي" مينج وانزو في عام 2018. وفي أوتاوا، أعلن مفوض الخصوصية الكندي الأسبوع الماضي أنه بدأ تحقيقًا في "تيك توك" بهدف إثبات امتثاله للقوانين الكندية، على وجه الخصوص، ويهدف التحقيق إلى التحقق من أن تيك توك "قد حصلت على موافقة صالحة لجمع المعلومات الشخصية واستخدامها والكشف عنها". وأعرب رئيس وزارة الخزانة، عن رغبته في التذكير بأن عامة الناس لم يتأثروا بهذا الحظر: "فيما يتعلق بالجمهور العام، فإن قرار استخدام تطبيق أو منصة وسائط اجتماعية هو اختيار شخصي. ومع ذلك، يوصي المركز الكندي لإرشادات الأمن السيبراني التابع لمؤسسة أمن الاتصالات بشدة أن يفهم الكنديون المخاطر وأن يتخذوا خيارًا مستنيرًا، قبل تحديد الأدوات التي يريدون استخدامها". من جهتها، قالت صحيفة "لوكورييه انترناسيونال" الفرنسية، أن التطبيق حقق في الولاياتالمتحدة كما في أي مكان آخر، نجاحًا هائلا، موضحا أن ما يقرب من نصف الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا يستخدمونها، و67% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عامًا يستخدمونها يوميًا. فيما أشارت مجلة "ذا نايشن" الأمريكية، أن الشبكة الاجتماعية لمشاركة مقاطع الفيديو القصيرة هي مصدر مهم للمعلومات للعديد من الشباب. بينما أكدت مجلة فورين بوليسي أن "الضغط يتزايد من أجل اتخاذ إجراءات أكثر صرامة"، تحت عنوان: "Tic-tac TikTok".