تزايدت إمكانات الذكاء الاصطناعي، وأصبحت قدراته هائلة، لدرجة بات يشكل فيها مصدر تهديد لتواجد العنصر البشري في شتى الوظائف، فمع إمكانات تحصيل أرباح سهلة وسريعة، اتجهت شركات كبرى عالميًا لطرح أدوات ومنتجات جديدة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة المستخدم. وشرعت محركات البحث العملاقة، ورواد صناعة السينما والإعلام عالميًا في القفز بمركب الذكاء الاصطناعي، وفي المقابل، فإن هذا المجال غير المنظم، حتى الآن، لديه القدرة على أن يكون مدمرًا بشكل كبير للصناعات الحالية، والفن، والأنظمة القضائية، وحتى عقول البشر. وفي هذا الإطار، نشر موقع "جزمودو" التقني الأمريكي تحليلا يرصد عوامل مختلفة يمكن أن تحدد مدى الاحتمالات المدمرة لنتائج استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات المختلفة، ومنها ما يلي: * وظائف المبرمجين في خطر قامت عملاق التكنولوجيا العالمية "جوجل" باختبار روبوت دردشة الذكاء الاصطناعي "ChatGPT" في كتابة الأكواد البرمجية، ووجدت أنه برع في ذلك بنفس مستوى المبرمجين حديثي التعيين، بحسب شبكة "إن بي سي" الإخبارية الأمريكية. وكشفت جوجل عن أنه يتم الاستعانة بالنظام الشهير في أداء مهام المستوى الثالث للمبرمجين ككاتب أكواد برمجية، وهو ما أثار دهشة الشركة العملاقة من براعة النظام الاصطناعي. ويبلغ متوسط الراتب السنوي لشاغل تلك الوظيفة 183 ألف دولار أمريكي. وفي المقابل، اختبرت شركات آخرى روبوت الدردشة الاصطناعي لكنها استشعرت قلقا بشأن الأمن الوظيفي للمبرمجين البشريين، بحسب مجلة "بي.سي" التقنية الأمريكية. * قاض يستخدم "ChatGPT" في حين أنه لا يجوز التجربة في أمور تخص العدالة، لأن الحكم قد يحدد مستقبل شخص أوعائلة كاملة، ويعيد حقوق المظلومين، إلا أن البشر يميلون لمجاراة التطور التقني. وقد قرر خوان مانويل جارسيا، وهو قاضي كولومبي، استخدام ChatGPT ( روبوت دردشة يستخدم تقنيه الذكاء الاصطناعي) لإصدار قرار قضائي بشأن التأمين الطبي للطفل المصاب بالتوحد، في إجراء اعتبره جيدا لتوفير الوقت أثناء الإجراءات. وكتب جارسيا في قراره أنه "سيتم تحديد الحجج الداعية إلى هذا القرار بما يتماشى مع استخدام الذكاء الاصطناعي، ما نبحث عنه حقا هو تحسين الوقت الذي تقضيه في صياغة الأحكام بعد تأكيد المعلومات المقدمة من الذكاء الاصطناعي". * إبداع الكتابة يقتحمه الروبوتات رأت العديد من الشركات أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لكتابة السيناريوهات وإتمام عملية صناعة الأفلام، فعلى سبيل المثال، أعلنت شركة الذكاء الاصطناعي "Deepmind" عن إطلاق أداة تسمى "Dramatron"، وصفتها بأداة "الكتابة المشتركة". وقالت الشركة عبر موقعها على الإنترنت إن الأداة الجديدة يفترض أن تساعد كتاب السيناريو في "توليد القصة الهرمية وإنشاء نقاط الحبكة وأوصاف الموقع والحوار...". * الأداء الصوتي .. لا داعي للبشر وجد ممثلو هوليوود وألعاب الفيديو مؤخرا أنفسهم أمام طلب بتوقيع عقود تمنح حقوق أصواتهم لاستخدامها في الذكاء الاصطناعي المولد، وفقًا لتقرير صادر عن شركة "VICE Motherboard" الأمريكية. وانتقد سونج وون تشو، وهو مؤدي صوتي في الألعاب والرسوم المتحركة، اقتراح تقديم أداء يعادل أداء الإنسان الحقيقي، قائلا: "بالتأكيد، يمكنك جعله يبدو بشكل نغمي مثل الصوت وجعله يبدو عاطفيا إلى حد ما، ولكن في النهاية، لا يزال يبدو أجوف وغير حقيقي، إن السير في هذا الطريق مخاطرة". * روبوت من موقع الحادث عند تغطية حدث ما، يجب أن تتحرى الدقة، وتقف على الحياد والمصداقية، وتنقل الحقيقة كاملة دون لبس أو اقتطاع، تلك كانت جزء من القوانين المهنية للصحافة والإعلام في أذهان العاملين بها، فهل يستطيع الذكاء الاصطناعي التوافق مع ذلك بدقة؟. أثار موقع "CNET" التكنولوجي جدلا واسعا، الشهر الماضي، عندما تبين أنه كان ينشر عددا كبيرا من المقالات الاقتصادية باستخدام برنامج الذكاء الاصطناعي الداخلي الخاص بهم، وكانت تحمل في مضمونها أخطاء جسيمة في المعلومات، وبعض من الانتحال. وأخيرًا، لم يقف الذكاء الاصطناعي عند ذلك الحد فقط، بل وصل استخدامه في التجسس وربطه بالكاميرات، ودخل في معاملات أسواق الأسهم والأموال، وأصبحت الشركات التكنولوجية الكبرى تتسابق من أجل أن "تتسلح" بالذكاء الاصطناعي.