انتشرت صورة مؤثرة، لرسالة وداع كتبتها فتاة سورية لوالدها، من تحت أنقاض إحدى البنايات المنهارة بفعل الزلزال. وكتبت الفتاة رسالة "ربي أستودعك أبي"، لوالدها ناصر الوكاع الذي فقد زوجته وخمسة من أبنائه في مدينة جنديرس بريف حلب. وعثر على هذه الورقة، في دفتر مدفون تحت الأنقاض، ومدونة عليها هذه الرسالة من ابنته. وقالت الفتاة: "اللهم إني أستودعك أغلى ما أملك، فاحفظه لي، أنت في حفظ الله وفي قلبي أنا، أبو فيصل (كنية أبيها)". وكان رجال الإنقاذ قد تمكنوا من إخراج اثنين من أبنائه من تحت أنقاض المنزل، وأظهرت لقطات مصورة الطفلين مصابين بكدمات ويغطيهما الغبار، كما نجا طفل آخر، لكن زوجته وخمسة من أبنائه على الأقل لاقوا حتفهم. وجلس الوكاع وسط الأنقاض والكتل الخرسانية ينعى زوجته وبقية أبنائه محتضنا ملابس أحد المتوفين. وكانت هبة (صاحبة الرسالة) قد توفيت وفي تمسك بشقيقتها الصغيرة المتوفاة أيضا، وعُثر على جثة شقيقة أخرى هي سميحة بالقرب منهما. وتلملم تركيا، وأيضا سوريا، جراحا مأساوية على إثر الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين يوم الاثنين الماضي، وترك وراءه حصيلة ضخمة من القتلى والحرجى والعالقين وعلى صعيد البنى التحتية المنهارة. وتشير أحدث الإحصاءات الصادرة عن تركيا، بتسجيل 20665 قتيلا، مقابل 3553 قتيلا في سوريا، علما بأن الإحصائين غير نهائيين وقابلين للزيادة على مدار الوقت.