قال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، إن التدخين يشكل خطرا كبيرا على المجتمع خاصة فئة الشباب، لما يتسبب به من مشاكل صحية خطيرة في المستقبل. وأشار عبدالغفار، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم، لإطلاق نتائج رصد انتهاك قانون مكافحة التدخين فى الدراما المصرية والعربية، إلى ضرورة أهمية الدراما في التأثير على المواطنين وخاصة صغار السن، ولذلك فإن مشاهد التدخين تؤثر بشكل سلبي على المجتمع بأكلمه، ويجب الحرص على عدم اللجوء للتدخين من قبل الفنانين في حالات الغضب والفرح كما يحدث في الأغلب، لأن المراهقين يرون أنها الطريقة المثالية التي يلجأ اليها البالغين للتخلص من الغضب. وقال الدكتور وجدي أمين، مدير إدارة الأمراض الصدرية بوزارة الصحة ورئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، إن معدلات استهلاك التبغ في مصر من بين أعلى المعدلات في إقليم شرق المتوسط وفي جميع أنحاء العالم، لافتا إلى وجود 43% من المصريين من مستخدمي التبغ. وأضاف، في كلمته بالمؤتمر، أن مصر كانت واحدة من أوائل الموقعين على اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التبغ في عام 2005، وتحتوي الاتفاقية على 38 مادة، والهدف الرئيسي منها هو حماية الأجيال الحالية والمستقبلية من الأضرارالصحية والاجتماعية والبيئية والاقتصادية المدمرة للتدخين والتعرض لدخان التبغ. ولفت إلى أن استخدام التدخين في الدراما كنهج غير مباشر للإعلان، خاصة من خلال تقديمه على أنه سلوك لتخفيف التوتر أو صورة تكميلية للتمكين، يؤثر سلبا على الإدراك العام، وخاصة الشباب، تجاه مكافحة التبغ، فعندما يشاهد الأطفال والشباب هذه الظاهرة في وسائل الإعلام، بكثرة مشاهدها، فإنهم يدركون بشكل خاطئ أن التدخين عادة "عادية" ومقبولة ثقافيا، وهذا سيشجعهم على تقليد المشاهير، باعتبارهم نموذجا مثاليا لهم. وأكد أن هذا الأمر سيؤدي إلى تصاعد انتشار تعاطي التبغ بين الأجيال القادمة الذين سيبدأون هذا الموطن في سن أصغر بكثير بكل ما يترتب على ذلك من عواقب صحية واجتماعية واقتصادية ضارة، وهذا ما تخططه صناعة التبغ، وتكافح من أجله للقبض على جيل الشباب الحالي الذين سيكونون عملاءهم في المستقبل. ولفت إلى أن التلفزيون يشهد طفرة في الدراما التلفزيونية مع أنواع متباينة من الأعمال المعروضة علي القنوات التلفزيونية علي مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. وأكد أمين أنه لوحظ الزيادة الرهيبة في الإعلان عن التبغ، من خلال إدراج مشاهد مدخنة للممثلين والممثلات الذين يستهلكون أنواع مختلفة من منتجات التبغ، مثل السجائر والشيشة والسجائر الإلكترونية والمسخنة التي تندرج في إطار الدعاية والإعلان غير المباشر عن التدخين، ويمثل انتهاكا لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الاطارية بشأن مكافحة التبغ التي صادقت عليها مصر. وأشار إلى أن جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر رصدت مشاهد التدخين في دارما رمضان 2021، حيث كان هناك مسلسلها واحدا فقط كان خاليا من التدخين من بين 26 مسلسلا مصريا تمت مشاهدته. ونوه بأن مشاهد التبغ استغرقت أكثر من 18 ساعة في الدراما المصرية، وهناك مسلسلين تضمنا التدخين في 100% من مشاهدهما، حيث شكل الذكور غالبية مستهلكي التبغ في تلك المشاهد بنسبة 89 %، كما ظهر طلاب المدارس الثانوية وهم يدخنون في عدد من المسلسلات، مما يمهد للقبول المجتمعي لهذه العادة بين الشباب والفئات العمرية غير المصرح لها قانونا باستهلاك التبغ. وكشف عن أن إجمالي عدد المشاهد في مسلسلات رمضان 2022 التى تحتوي على التدخين بلغ 601 مشهد، حيث تصدر مسلسل "توبة " قائمة المسلسلات بعدد 100 مشهد بها تدخين لمدة 103 دقائق. وأضاف أنه جاء في المرتبة الثانية من حيث عدد المشاهد التي تحتوي علي التدخين مسلسل «بابلو» ثم «رانيا وسكينة»، ولا يوجد مسلسل خالي من التدخين بين مسلسلات رمضان عام 2022. ولفت إلى أن إجمالي مدة التدخين في كل المسلسلات المعروضة 693 دقيقة، بما يعادل 11 ساعة ونصف، وقد تراوحت مدة التدخين من ثانية واحدة إلى 8 دقائق فى المشاهد المختلفة، ويبلغ متوسط مدة التدخين دقيقة واحدة و9 ثوان. وأشار إلى أن أطول مشاهد تدخين كانت كما في مسلسل "رانيا وسكينة" الحلقة 12 لمدة 6 دقائق، حيث قام ممثلان بتدخين السيجار، يليها مسلسل «يوتيرن» الحلقة 7 لمدة 5 دقائق و20 ثانية، حيث قام ممثل أول بتدخين السجائر فرديا، ثم مسلسل "الكبير أوي" الحلقة 17 لمدة 8 دقائق، والحلقة 20 لمدة 7 دقائق و15 ثانية، حيث كان المشهدان لكومبارس فى الخلفية يدخن الشيشة في القهوة، ثم مسلسل «بابلو» الحلقة 9 لمدة 5 دقائق و10 ثوان، حيث قام ممثل أول بتدخين السجائر فرديا.