ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الحالية، عُقدت ندوة لمناقشة كتاب" أيامي" للكاتب والسياسي جمال أسعد، بمشاركة الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير صحيفة الشروق عضو مجلس الشيوخ، والكاتب الصحفى أكرم القصاص رئيس تحرير صحيفة اليوم السابع. أدار الندوة والنقاش الكاتب الصحفي والإعلامي حمدي رزق، الذي قال إن مذكرات جمال أسعد لمسته بشدة ربما لأن النشأة كانت واحدة أو متشابهة إلى حد كبير في بساطتها. وقال جمال أسعد، إنه لا يدعي أنه لم يكن يرغب في كتابة مذكراته لكن زملاءه وأصدقاءه دفعوه إلى كتابتها قائلين إن فيها ما يستحق، مضيفا أن مذكراته كانت وسيلة للكتابة عن طبقته الأقرب للفقيرة والأحداث التي شارك فيها، موضحا أنه لم يكن صانعا للأحداث وإنما كان شاهدا عليها. وأوضح أسعد أنه يؤمن أن النشأة أثرت فيه، لأنه نشأ فى بيئة لا يوجد بها أقباط سوي هو وأبناء الخالة، فكانت أنشطة الكنيسة تضم المسيحين والمسلمين من أبناء مدينته القوصية بمحافظة اسيوط. وتحدث عماد الدين حسين عن العلاقة شديدة القرب والخصوصية التي تجمعه بجمال أسعد؛ حيث أنه تعود أن يناديه ب"عم جمال" فهو أحد أصدقاء والده، وكان دائم الزيارة. وأضاف حسين أن جمال أسعد تناول في سيرته أجزاء مهمة شكلت وعي أبناء الريف في مركز القوصية بأسيوط، حيث نشأنا، وحينما كنا نحن ابناء القرى المحيطة بمركز القوصيةنزورها فان ذلك يمثل حدثا مهما، قائلا: "المدينة التي يتحدث عنها أستاذ جمال على أنها عشوائية كانت بالنسبة لنا تمثل البندر المتحضر". وأشار حسين إلى تناول أسعد لفكرة التنشئة ولمحات تفصيلية منها كلعب الأطفال للسيجا بديلا للشطرنج وبعض الملامح البسيطة المعروفة لدى أبناء الريف، وهي بيئة ثرية شكلت رغم فقرها ماديا، شكلت فكر قامات فكرية وسياسية وإنسانية من بينها جمال أسعد وكثيرين غيره. وأكد حسين: "مذكرات أسعد، لمست الجميع لأهميتها، وأظن أن هذه المذكرات استطاعت أن تحفظ لنفسها مكانا متميزا، بالمقدمات الثلاث المتميزة لأحمد الجمال ونبيل عبدالفتاح وعمار علي حس. وأكد حسين أن أسعد لم يظهر أبدًا على أنه الرجل الثوري أو المهادن للسلطة، بل ظهر بدور إصلاحي وطني، وكان مرتبطا بالكنيسة، لكن وطنيته جعلته يخالف أحيانا موقف الكنيسة لصالح موقفه العروبي والقومي، وكان دائما يحاول أن يخدم أهله وناسه. وقال الكاتب الصحفي أكرم القصاص رئيس تحرير جريدة اليوم السابع، إنه كان دائما يطلب من جمال أسعد، ويحرضه على توثيق محطاته المختلفة، وأن يسجل مواقفه لأن تلك الفترة تستحق التوثيق، وكان يتمنى من كل من عاصروا مثل هذه الفترات أن يكتبوا عنها لتوثيقها عبر المذكرات لأن كل شخص سيكون له رؤيته المختلفة. وأوضح أن جمال أسعد رصد فترة الثمانينيات في مذكراته، والتى شهدت حالة من الزخم الحزبي، خاصة حزب التجمع الذي كان يهاجمه السادات بحجة أنه شيوعي، لافتا إلى أن أسعد انتمى لحزب العمل الذي كان اشتراكيا وسطيا، قبل أن تسيطر عليه اجماعة الاخوان. وأشار القصاص إلى أن جمال أسعد كان يسير وراء مواقفه وليس التبعات، لذلك فهو ليس سياسيا خالصا لأن السياسي له حساباته الخاصة. كما وجه حمدي رزق العديد من الأسئلة المهمة لجمال أسعد خصوصا علاقته الملتبسه بالكنيسة، وتعيين الرئيس الأسبق حسني مبارك له في برلمان 2010 الذي لم يكمل إلا شهورا قليلة عقب قيام ثورة 25 يناير 2011.