غادر مارك كلاتنبرج، رئيس لجنة الحكام التابعة للاتحاد المصري لكرة القدم العاصمة القاهرة، نهاية الأسبوع الماضي، عاقدًا العزم على عدم استكمال مهمته الحالية، ومغادرة منصبه في الجبلاية. وتقدم الخبير الإنجليزي باستقالته قبل مغادرة القاهرة، في الواقعة التي يتم تداولها إعلاميًا تحت اسم "اختفاء كلاتنبرج"، نظرًا لعدم صدور أية بيانات أو توضيحات تخص موقفه الحالي، إضافة لعدم قيامه بتحليل الحالات التحكيمية البارزة في مباريات الدوري، كما اعتاد منذ نهاية الموسم الماضي. وينوي كلاتنبرج "كشف المستور" خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك من خلال توضيح المضايقات التي تعرض لها، طوال فترة وجوده على رأس المنظومة التحكيمية المصرية. وعلمت الشروق أن البالغ من العمر 47 عامًا أبدى غضبه في الأسابيع الماضية من التعديلات التي جرت على أعضاء لجنة الحكام، وفرض الحكمين السابقين أحمد أبو العلا وتوفيق السيد عليه. وأبدى الذي لم يتقاضى راتبه منذ عدة أشهر خلال اجتماعه بمسئولي اتحاد الكرة ورابطة الأندية المحترفة الذي جرى قبل عدة أيام استيائه من حالة التربص به. وأشار كلاتنبرج إلى تشككه حول وجود نوايا للإطاحة به من منصبه، في ظل عدم مساندته أمام ما أسماه بالتجاوز في حقه وحق الحكام من مسئولي الأندية. ويرى الحكم الإنجليزي السابق أنه يتعرض "للخيانة" من لجنة الحكام نفسها، من خلال تسريب الأطقم التحكيمية للمباريات قبل الإعلان رسميًا عنها، وكذلك تسريب ما يرد في التسجيلات الصوتية بين حكام الساحة وحكام تقنية الفيديو في المواجهات، وعرضها أمام وسائل الإعلام. ويرى الذي سبق له شغل منصب مدير لجنة الحكام في اتحاد الكرة السعودي، أن التدخلات في عمله خلال فترة تواجده بمصر كان مبالغًا فيها، ووصلت إلى حد هد قراراته في تعيينات الحكام لإدارة المباريات، وإجراء تعديلات عليها. إلى ذلك، يخشى مسئولو الاتحاد المصري لكرة القدم الدخول في نفق مظلم، حال إدلاء كلاتنبرج بتصريحات إعلامية -كما هو منتظر- في الأيام المقبلة، قد تتسبب في أزمة عاصفة للجبلاية. ويعمل مسئولو اتحاد الكرة حاليًا على البحث عن بدائل لكلاتنبرج، لإدارة شئون لجنة الحكام، مع وجود أنباء حول اقتراب الحكم السيشيلي السابق، إيدي ماييه من تولي هذا المنصب، إلا أن ذلك الاقتراح لا يجد قبولًا في الوقت الحالي، في ظل وجود علاقة الصداقة المعروفة بين الأخير وعصام عبد الفتاح، رئيس اللجنة السابق. يُذكر أن الشروق كانت قد أكدت في شهر سبتمبر الماضي أن كلاتنبرج، دخل طريق النهاية في مشواره مع الكرة المصرية، وذلك رغم التأكيدات المستمرة حينها من أعضاء إدارة الجبلاية حول استمراره في منصبه بشكل طبيعي، إذ ازدادت أسهم التيار المناهض له، مما دفع مسئولو اتحاد الكرة للبحث عن بدائل، وكان قريبًا من تعيين سمير عثمان، مديرًا للجنة، قبل أن يتم الاستقرار على الإبقاء على كلاتنبرج.