يعانق ثاني عميد للأسري الفلسطينيين ماهر عبد اللطيف يونس، نسيم الحرية بعد أن أمضى مدة سجنه كاملة 40 عاما حرمه خلالها الاحتلال الإسرائيلي من رؤية معظم أفراد أسرته، صبر خلالها عبر عدة صفقات تبادل أسرى ومفاوضات سياسية لم ينله حظ التحرير خلالها؛ ليغادر اعتقال الاحتلال اليوم محتفظا بصبره وجلده وتنتهي فترة الحكم دون أن ينتهي الأمل في صدر عميد الأسرى. وتستعرض جريدة الشروق، في الفقرات التالية نبذة من المعلومات المتاحة عن الأسير ماهر يونس ثاني أقدم أسرى عرب 48 بسجون الاحتلال الإسرائيلي. وُلد ماهر عبد اللطيف عبد القادر يونس، في 8 يناير 1958 بقرية عارا بالمثلث الشمالي لمناطق 48 المحتلة وعاش حتى نهاية مرحلة الابتدائية بقريته مع 5 من شقيقاته الفتيات. تخرج ماهر يونس، لاحقا من المدرسة الزراعية بالخضيرة ليلتحق بحركة فتح التي كانت تخوض حربها علي قوات الاحتلال الإسرائيلي. أسر جنود الإحتلال ماهر يونس في 18 يناير 1983 عن عمر يناهز ال23 عاما وذلك بعد ورود اسمه بقضية قتل جندي إسرائيلي، إذ تم أسر ابن عمه أقدم أسرى عرب 48 كريم يونس قبيل أسر ماهر بأسبوعين. وتم الحكم علي ماهر وابني أعمامه كريم وسامي يونس بالإعدام بتهمة الخيانة باعتبارهم من عرب 48 ولكن سلطات الاحتلال لم تلبث أن ألغت حكم الإعدام بعد شهر والذي كان لترهيب عرب 48 من التعاون مع المقاومة الفلسطينية. تم تخفيف الحكم على الأسرى ال3 عام 2012 بينهم ماهر إلى المؤبد ل40 عاما كان الأسير سامي قد تحرر خلالها بصفقة وفاء الأحرار. عانى ماهر كثيرا خلال اعتقاله إذ منعته سلطات الاحتلال من زيارة أقربائه عدا عن والديه وشقيقاته اللاتي لم ير طوال اعتقاله أحدا من أبنائهن. كما فاتت ماهر فرصة رؤية والده على فراش الموت بعد أن حرمه الاحتلال من ذلك. خاض ماهر إضرابا عن الطعام إبان إقامته بسجن جلبوع الشهير الذي شهد عملية هروب ضخمة منذ أشهر. ورد اسم ماهر يونس بصفقة تحرير الأسرى يوليو عام 2013 بين السلطة الفلسطينية وسلطات الإحتلال الإسرائيلي لتفرج الأخيرة عن 75 من الأسري عبر 3 دفعات ولتتنصل من الوفاء بآخر دفعة التي تضم 12 من معتقلي 48 في إجراء يحمل الترهيب لعرب 48 لعدم تكرار التعاون مع المقاومة. ويكون ماهر بخروجه أمضي 40 سنة كاملة بمعتقلات الإحتلال الإسرائيلي التي ختمها بمعتقل النقب الصحراوي وليلحق بابن عمه كريم يونس بعد تحرره بأسبوعين كما تلاه في الاعتقال بأسبوعين عام 1983.