تستأنف اليوم – السبت - تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010 بجنوب أفريقيا ، حيث تتصارع المنتخبات العشرة في هذه القارة على حجز أربع بطاقات للتأهل المباشر وبطاقة خامسة عن طريق دور فاصل. ومنذ أن أقيمت الجولة الماضية من التصفيات في أكتوبر الماضي ، لم تشهد المنتخبات المشاركة فيها سوى تغير واحد فقط ، وهو تعيين أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا مديرا فنيا لمنتخب بلاده. وأدت العروض المتواضعة ، وكذلك النتائج الهزيلة ، للمنتخب الأرجنتيني في التصفيات إلى استقالة المدرب ألفيو باسيلي المدير الفني للفريق في أكتوبر الماضي قبل تعيين مارادونا خلفا له بعدها بأسابيع قليلة. ومنذ ذلك الحين كان تركيز مارادونا على منح الثقة للاعبي المنتخب الأرجنتيني المعروف بلقب "راقصو التانجو". وحقق الفريق بقيادة مارادونا انتصارين ثمينين في مباراتيه الوديتين أمام المنتخبين الأسكتلندي والفرنسي على الترتيب. ولكن مارادونا سيخوض المهمة الرسمية الأولى له مع الفريق أمام جماهير التانجو في العاصمة بوينس آيرس من خلال مباراة أكثر سهولة ، حيث يلتقي منتخب فنزويلا ، قبل أن يحل ضيفا على نظيره البوليفي الأربعاء المقبل. ولم يشهد المنتخب البرازيلي مثل هذه التغيرات رغم العروض الباهتة للفريق في التصفيات ، مما دفع جماهير الفريق إلى الهتاف ضد اللاعبين ومديرهم الفني كارلوس دونجا مرات عديدة. ويتربع منتخب باراجواي منفردا على قمة جدول التصفيات برصيد 23 نقطة بعد عشر مباريات خاضها كل فريق حتى الآن ، بينما يحتل المنتخب البرازيلي المركز الثاني برصيد 17 نقطة وبفارق نقطة واحدة فقط أمام كل من الأرجنتين وشيلي ، ويحتل منتخب أوروجواي المركز الخامس برصيد عشر نقاط. وتقام التصفيات في قارة أمريكا الجنوبية بنظام دوري من دورين بين جميع المنتخبات العشرة في هذه القارة حيث يلتقي كل فريق مع المنتخبات التسعة الأخرى ذهابا وإيابا على أن يتأهل مباشرة للنهائيات المنتخبات التي تحتل المراكز الأربعة الأولى. أما المنتخب الذي يحتل المركز الخامس في جدول التصفيات مع نهايتها فيخوض دورا فاصلا أمام المنتخب صاحب المركز الرابع في تصفيات اتحاد منطقة كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) ليتأهل الفائز منهما إلى النهائيات التي تستضيفها جنوب أفريقيا منتصف العام المقبل. ومع ابتعاد اللاعب الموهوب خوان رومان ريكيلمي عن صفوف المنتخب الأرجنتيني في الفترة الماضية بسبب الخلاف الذي نشب بينه ومارادونا في وقت سابق من الشهر الحالي وذلك حول مستوى اللاعب ومركزه في الملعب ، يبدو أن نية مارادونا تتجه إلى الدفع بالثلاثي الهجومي الخطير ليونيل ميسي وكارلوس تيفيز وسيرجو أجويرو سويا في التشكيل الأساسي للفريق. ويواجه المنتخب الأرجنتيني "الخبير" مهمة سهلة نسبيا في مباراة اليوم أمام نظيره الفنزويلي الذي يتسم بطابع الشباب ، حيث يضم عشرة من لاعبي المنتخب الفنزويلي الذي تأهل حديثا إلى نهائيات كأس العالم للشباب 2009 بمصر. وصرح خافيير ماسكيرانو لاعب خط وسط المنتخب الأرجنتيني والقائد الجديد للفريق في مقابلة جرت مؤخرا مع وكالة الأنباء الألمانية قائلا : "المباراتان القادمتان هما الأكثر أهمية من بين جميع المباريات الباقية لنا في التصفيات". وأضاف "نحن سعداء للغاية لأننا سنعود مجددا للعب على النقاط (في المباريات الرسمية) ، وستكون المباراتان أمام فنزويلا وبوليفيا معيارا رئيسيا لموقفنا الحقيقي في التصفيات .. لدينا ثقة كبيرة". أما المنتخب البرازيلي فيحل ضيفا على نظيره الإكوادوري في العاصمة كيتو التي تقع على ارتفاع نحو 2800 متر فوق مستوى سطح البحر. وصرح روبينيو مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي والمنتخب البرازيلي قائلا : "منتخب الإكوادور منافس يصعب التغلب عليه لأنه يلعب كفريق ، إنه يهاجم ويدافع بالعديد من اللاعبين". وأوضح روبينيو أن لاعبي المنتخب البرازيلي يحتاجون لبعض التغييرات والتغلب على عدد من المشاكل من أجل التغلب على منافسيهم ،كما سيكون الارتفاع مشكلة إضافية تواجه الفريق. أما منتخب باراجواي فلن يتعرض لضغوط كبيرة في مباراته خارج ملعبه أمام أوروجواي في مونتيفيديو ، وذلك بفضل الفارق الكبير الذي يفصله عن أقرب منافسيه على قمة جدول التصفيات. ويفتقد جيراردو مارتينو المدير الفني لمنتخب باراجواي جهود لاعبيه كلاوديو موريل رودريجيز وروكي سانتا كروز بسبب الإصابة ، ولكن فاعلية الفريق الهجومية لا تزعج المدرب نظرا لوجود النجمين سالفادور كاباناس ونيلسون هايدو. وحقق منتخب باراجواي الفوز في سبع من المباريات العشر التي خاضها في التصفيات حتى الآن بينما خسر مباراة واحدة وتعادل في اثنتين. والأكثر أهمية من ذلك أن منتخب باراجواي نجح في الحفاظ على نظافة شباكه خلال سبع من هذه المباريات العشر.