بدأ موسم حصاد البرتقال في محافظة القليوبية، تمهيدا لتجهيزه ليصدر إلى الخارج والمنافسة في الأسواق العالمية، وإذ يعد من من أهم المحاصيل التي تشتهر بها القليوبية، ويزرع على مساحة 26,587 ألف فدان بالمراكز والقرى. ويحقق موسم حصاد البرتقال، انتعاشة اقتصادية بعد تصديره إلى الدول الأوروبية ودول الخليج، إذ يوفر العملة الصعبة، وفرص عمل للشباب والفتيات من أبناء المحافظة، كما أن للبرتقال المصري، بمذاق جيد وجودة عالية تجعله في منافسة بالأسواق العالمية، وثمنه رخيصا وغنيا بالفوائد الصحية، ويحتوي على فيتامين سي ويحمي من الأمراض ويقوي المناعة. وطالب عدد من المزارعين، بضرورة إعادة النظر في الأسعار وتخفيضها؛ لتسهيل تحصيل التكلفة المنصرفة على المحصول طوال العام خصوصا مع ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات الزراعية وارتفاع التكلفة التصديرية. ففي حديثه ل«الشروق»، قال عوني حلمي الديب أحد تجار البرتقال القليوبية، إن حصاد موسم البرتقال يبدأ في منتصف شهر ديسمبر ويستمر حتى منتصف شهر يونيو، موضحا أن البرتقال يصدر إلى جميع دول العالم لجودته العالية ومطابقته للمواصفات العالمية، وحاليا يصدر إلى دول الخليج العربي على حسب درجة تلوين البرتقال. وأوضح الديب، أن إنتاجية فدان البرتقال تترواح بين 18 إلى 20 طنا للفدان بالأرض الرملية الجيدة، وتتراوح إنتاجية الفدان بين 12 : 15 طنا للأرض الضعيفة، مشيرا إلى أن موسم الحصاد يسهم في توفير فرص عمل للعمالة غير المنتظمة وينعش الاقتصاد ويجلب المزيد من العملة الصعبة. وأضاف أن عملية الحصاد تحدث عن طريق تقطيع العمالة المحصول من على الشجرة ووضعها داخل صناديق بلاستيكية لتبدأ مرحلة الفرز داخل الأرض وإزالة الفاسد منها في صناديق أخرى تسمى بالفرزة. وأكمل: "بعد الفرز يحمل المحصول على سيارات لإرساله إلى محطات التعبئة والفرز، لتجهيزه للتصدير إلى الخارج". وطالب بزيادة الدعم من جميع الجهات المختصة، وإقامة المزيد من الندوات الإرشادية للمزارعين، وصرف جميع الأسمدة والمبيدات وتوفيرها لخدمة المحصول وزيادة جودته. وأكد الديب، أننا نعاني من ارتفاع التكلفة التصديرية وانخفاض أسعار البرتقال داخل محطات التصدير إذ تتراوح ما بين 4 إلى 4.50 جنيه للكيلو، ويسلم من المزارعين بأسعار تتراوح بين 3.50 إلى 3.75 جنيه للكيلو، فضلا عن ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات، متابعا: "كنا ننتظر ارتفاع أسعار البيع تعويضا للتكاليف المنصرفة على المحصول خلال العام ليعود الربح على الفلاح". ومن جانبه، قال سامح سعيد تاجر ، إن برتقال القليوبية يمتاز بالمذاق الجيد ويحتوي على العديد من العناصر الغذائية التي تميزه عن غيره، مشيرا إلى أن البرتقال القليوبي يصدر إلى الدول الأوروبية على حسب المواصفات والأحجام المطلوبة. وأوضح سعيد، أن العوامل المناخية أثرت بالسلب على إنتاجية فدان البرتقال والأحجام، موضحا أن أحجام الإنتاج خلال الموسم الحالب تميزت بصغر الحجم وضعف الإنتاج، مما يؤثر على ربحية الفلاح من عوائد الحصاد. وطالب بمزيد من الإجراءات الحكومية لحماية المزارع حتى لا يتعرض لخسارة؛ نظرا لاختلاف عوامل المناخ التي تؤثر على المحصول في بداية التزهير وتكوين الثمرة، مشيرا إلى أن حجم ثمرة البرتقال اختلفت تماما عن العام الماضي. وأكد أن أسعار البيع لا تغطي تكلفة الإنفاق على المحصول طوال العام، وخصوصا مع ارتفاع الأسعار وارتفاع التكلفة الخدمية على المحصول، وبهذا لن يشعر الفلاح بعائد مرضٍ، متابعا أن سعر البرتقال يتراوح بين 3.50 إلى 3.75 جنيه للكيلو ويسلم إلى المحطات بسعر 4 إلى 4.25 جنيه للكيلو. وبدوره، أوضح الحاج علي محمود، صاحب إحدى مزارع البرتقال، أن أسعار البيع الآن لا تغطي تكلفة الإنفاق على المحصول طوال العام، خصوصا مع زيادة أسعار الأسمدة والمبيدات الحشرية وخدمة المحصول، مطالبا بمزيد من الاهتمام وزيادة الدعم من قبل الجهات المعنية حتى يشعر الفلاح بالربح والعائد. وبين أن عملية البيع تحدث عن طريق الاتفاق مع تجار البرتقال بأخذ المحصول دون توقيع عقود بينهم، ويحصل المبلغ خلال أيام البيع. ومن جهته، قال محمد جميل مدير عام البساتين بمديرية الزراعة بالقليوبية، ل"الشروق"، إن موسم البرتقال مهم اقتصادي لما يحققه من فرص عمل وعملة صعبة، مشيرا إلى أن القليوبية تضم حوالي 26.587 ألف فدان، ويأتي مركز طوخ بحوالي 13,547 الف فدان، ثم مركز كفر شكر والقناطر، ثم بنها. وأكد مدير عام البساتين بالقليوبية، عمل ندوات إرشادية من قبل وزارة الزراعة، تنفذها المديرية لتثقيف المزارعين، مشيرا إلى أن إنتاجية الفدان تتراوح بين 15 إلى 18 طنا للفدان. وأشار إلى هناك تعاون بين المديرية ومحطات التعبئة والفرز؛ لتذليل جميع المعوقات التي تواجه التصدير، مؤكدا أنه يوجد أكثر من 30 محطة تصدير داخل المحافظة.