رغم الأمر الأحادي بوقف إطلاق النار من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال الجيش الروسي إنه رد على الهجمات الأوكرانية خلال عطلة عيد الميلاد للمسيحيين الأرثوذوكس. وقال المتحدث باسم وزير الدفاع الروسي إيجور كوناشينكوف، في بيان اليوم السبت، "دمرت القوات المسلحة الروسية كل المواقع التي كان ينفذ منها الجيش الأوكراني القصف". وجاء في البيان أن القتال وقع في مناطق دونيتسك وخيرسون وزابوريجيا. وبغض النظر عن ذلك، قال كوناشينكوف إن روسيا ملتزمة بوقف إطلاق النار الذي فرضته على نفسها لمدة 36 ساعة الذي ينتهي رسميا الساعة 2100 بتوقيت جرينتش اليوم السبت. كان بوتين قد أعلن وقفا مؤقتا لإطلاق النار أمس الأول الخميس، بمناسبة عيد الميلاد الذي يحتفل به الكثير من المسيحيين الأرثوذوكس في فترة 6-7 يناير. غير أن أوكرانيا رفضت هذا ووصفته بإيماءة دعائية منافقة واستمرت في محاولاتها لاستعادة المناطق المحتلة من البلاد. وقالت كييف إنه لا يمكن أن يكون هناك سلام طالما أن القوات الروسية تحتل الأراضي الأوكرانية. وشكك الكثير من المراقبين الدوليين أيضا من البداية في أن الأسلحة الروسية سوف تظل صامتة حقا. وبحسب المخابرات البريطانية، استمر القتال بالمستوى المعتاد حتى خلال عيد الميلاد الأرثوذوكسي. وذكرت وسائل إعلام روسية صباح اليوم أن الدفاعات الجوية الروسية صدت مجددا هجوما بطائرة مسيرة على شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014. وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء نقلا عما كتبه حاكم مدينة سيفاستوبول الذي عينته روسيا ميخائيل رازفوجاييف عبر حسابه على تليجرام، أنه جرى إسقاط المركبة الجوية غير المأهولة في وقت مبكر من اليوم السبت، فوق حاجز أمواج بالقرب من سيفاستوبول وهي القاعدة البحرية لأسطول البحر الأسود الروسي. وكان الميناء هدفا لهجمات بطائرات مسيرة أوكرانية عدة مرات، وكان أحدثها في الرابع من يناير عندما جرى إسقاط طائرتين مسيرتين. وشكا رازفوجاييف من أن حتى "عيد الميلاد المجيد" لم ينجح في إثناء "الكائنات غير البشرية" عن مهاجمة "مدينته الباسلة". وتقدم روسيا الإمدادات إلى قواتها جنوبي أوكرانيا بصورة رئيسية عبر القرم، لذلك تستهدف أوكرانيا أهدافا لوجيستية وعسكرية مرارا في شبه الجزيرة. وعلاوة على ذلك، فاستعادة القرم أحد أهداف كييف المعلنة بينما تعثرت الحرب الروسية بشدة على مدار الأشهر القليلة الماضية. في الوقت ذاته احتفل بوتين اليوم السبت بأول عيد ميلاد (كريسماس) له منذ غزا جيشه أوكرانيا. وتداولت وسائل الإعلام الروسية صورا ولقطات مصورة ظهر فيها الرئيس (70 عاما) يقف بمفرده، بحضور الكهنة فقط في كاتدرائية البشارة. ووفقا لبيان من الكرملين قال بوتين، الذي أمر بغزو أوكرانيا قبل 10 أشهر: "إن هذه العطلة المبهجة المحببة تلهم الأشخاص للقيام بأعمال صالحة ولارتفاع الهمة كما تعيد التأكيد على القيم الروحية والإرشادات الأخلاقية الباقية للمجتمع، مثل الرحمة والتعاطف والسماحة والعدل".