أعلن الفاتيكان رحيل البابا المستقيل الألماني بنديكت السادس عشر عن عمر ناهز 95 عاما، وقال مدير الإعلام لدى الكرسي الرسولي ماتيو بروني في بيان: "يؤسفني أن أعلن أن البابا الفخري بنديكت السادس عشر قد توفي اليوم السبت في التاسعة صباحاً، في دير في الفاتيكان". ومن الأعمال المهمة التي تناولت شخصية البابا الراحل، فيلم "The Two Popes" والذي أنتج عام 2019 للكاتب أنتوني ماركتن، والمخرج فرناندو ميرليس، تدور أحداثه حول الكاردينال خورخي بيرغوليو (جوناثان برايس) الذي سيصبح البابا فرانسيس، والبابا بنديكتوس السادس عشر (أنتوني هوبكنز). تم تصوير الفيلم في الغالب بمدينة الفاتيكان، أعقاب فضيحة تسريبات الفاتيكان، والمعروفة بتسريبات الفاتيليكس، وهي واقعة تسرب معلومات ووثائق خلصة تكشف عن عمليات فساد في الفاتيكان، مما أدى إلى اختلافات الباباوات الأيديولوجية والمزاجية والتي ظهرت في نقاشاتهم، فضلاً عن النقاشات الدينية التي تتدفق بينهما، مما أدى إلى خلق تصاعد حدثي من الإثارة، ويتناقش القادة حول مستقبل الدين في القرن الحادي والعشرين وتحدياته، بحسب صحيفة "التايم". يظهر البابا بنديكتوس السادس عشر، المولود جوزيف راتزينغر، والذي شغل منصب رئيس الكنيسة الكاثوليكية من 2005 إلى 2013، في الفيلم كزعيم صارم، يرى أن العودة إلى المبادئ هي أفضل مسار للكنيسة التي تكافح مع مشاكل القرن الحديث. وولد راتزينغر في ألمانيا عام 1927، وكان طفلاً عندما استولى النازيون على السلطة في عام 1933، في سن ال14، أُجبر على الانضمام إلى شباب هتلر على الرغم من أن عائلته كانت معارضة للنظام الفاشي، قبل تجنيده في الجيش الألماني، بعد ذلك أصبح أكاديميًا كاثوليكيًا لعقود من الزمان، حيث قام بتدريس العقيدة واللاهوت، وكتابة المسارات اللاهوتية، وعمل مساعد خبير في مجلس الفاتيكان الثاني في منتصف الستينيات، وعلى الرغم من أنه كان معروفًا بأنه شخص تقدمي لسنوات، إلا أنه أصبح أكثر تحفظًا مع تقدمه في العمر، وهو ما يبرزه الفيلم، وأصبح راتزينغر رئيس أساقفة ميونيخ وفريسينج، وفي عام 1981 أصبح مراقب الفاتيكان اللاهوتي تحت حكم البابا يوحنا بولس الثاني، حيث خدم لأكثر من عقدين وأصبح معروفًا بمواقفه الصارمة. في The Two Popes، التقى بيرجوليو وبنديكتوس السادس عشر في ظل ظروف غير مسبوقة، حيث سافر بيرجوليو إلى روما من أجل طلب الإذن بالتقاعد، لكن البابا رفض وأخبره لاحقًا بخططه الخاصة للتنحي ومع عرض هذه الدراما يقدم الفيلم نافذة على النقاشات بين زعيمين دينيين متعارضين أيديولوجيًا. يقول كاتب السيناريو أنتوني مكارتن لصحيفة wrap: "هناك مستويات مختلفة من الافتراض والخيال عندما نشرع في كتابة هذه الأمور، نظرًا لعدم معرفة أي شخص بهذه المحادثات الحميمة، فمن المحتمل أن يكون هذا الفيلم أكثر مخاطرة من الأفلام السابقة من حيث إننا لا نعرف حقًا ما حدث". وتستند محادثات الفيلم بين بنديكتوس السادس عشر وفرانسيس إلى مواقفهما المعلنة من الخطب والكتابات، إنها نوع من التخمين من جانب صانعي الأفلام، نقاش معقول لملء فجوة تاريخية بحسب تصريحات مكارتن، الذي أضاف قائلا: "كل ما نفعله دائمًا هو أن تتكهن وآمل أن تكون التكهنات مبنية على الحقائق والحقيقة، ونأمل أن تكون ملهمة". يتطرق الفيلم إلى عدة أمور، مثل قضية إساءة معاملة الأطفال، وفلاش باك لذكريات تُظهر حياة بيرجوليو المبكرة وقلقه من التنازل عن النظام العسكري الوحشي في السبعينيات في الأرجنتين، لكن لا يوجد مشهد عن متوازن بالنسبة لبينديكت عن مراحل سابقة في حياته، ولا توجد مشاهد لطفولته في مرحلة الانضمام إلى جيش هتلر، بحسب الناقد بيتر برادشو لصحيفة الجارديان.