• مطالبات في ألمانيا بحظر الألعاب النارية باتت الألعاب النارية وإشعال المفرقعات تقليدا أساسيا في كل مدن العالم عند الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة. لكن في الوقت الذي تدخل تلك الأجواء البهجة لنفوس المحتفلين الذين يودعون عاما ويستقبلون آخر، تثير مخاوف نشطاء حقوق الحيوان والباحثين. وطالبت منظمة رعاية الحيوان الألمانية، بحظر الألعاب النارية في برلين بأكملها. وقالت المتحدثة باسم رعاية الحيوان في برلين، أوتي راينهارت لإذاعة «RBB 24» الألمانية: «تضر الألعاب النارية السنوية بالناس والحيوانات والبيئة على حد سواء.. في الآونة الأخيرة، تم تفجير الملايين من تلك الألعاب». وأشار الإذاعة إلى أنه خلال العامين الماضيين بسبب وباء كورونا تم إصدار حظر على مبيعات الألعاب النارية - أيضا من أجل عدم إثقال كاهل المستشفيات بشكل إضافي نتيجة لإصابات الحروق المحتملة. في ذلك الوقت، رحب نشطاء حقوق الحيوان بالقرار أيضا. لقد ناشدوا حتى فرض الحظر بشكل دائم. ودعا الاتحاد الألماني للبيئة والمحافظة على الطبيعة (BUND) أيضا إلى فرض قيود كبيرة على الحرق الخاص للألعاب النارية، إن الاشتعال الجماعي للألعاب النارية والصواريخ عشية رأس السنة يهدد الناس والبيئة وهو مضيعة هائلة للموارد وهي أيضا "رعب" للحيوانات الأليفة. تشرح مسؤولة رعاية الحيوان في برلين كاثرين هيرمان: "غالبا ما تطير الطيور حتى الإرهاق ثم تسقط من السماء، حيث تسبب ومضات الضوء والضوضاء المفرقعة في سلوك هروب مذعور حيث يسبب الدخان أيضا الارتباك". وتؤكد جمعية الحفاظ على الطبيعة (NABU) أن العديد من الطيور ستصطدم أيضا بالألواح الزجاجية وخطوط الكهرباء أثناء الهروب من الذعر ثم تموت. لا تستطيع الطيور التكيف مع ذلك. لديهم شعور بالمواسم، ولكن ليس بالأعياد البشرية، التي تنفجر فيها أطنان من الألعاب النارية. أيضا، ردود الفعل على ضوضاء الألعاب النارية لا تفرق كثيرا بين البرية والحيوانات الأليفة مثل الكلاب والقطط. تشير هيرمان إلى أن تجارب مثل ليلة رأس السنة الجديدة يمكن أن تصدم الحيوانات الأليفة بشكل دائم، ونتيجة لذلك يمكن أن تحدث اضطرابات سلوكية دائمة. تقول مويرا جيرلاخ، المتخصصة في الحيوانات الأليفة في الجمعية الألمانية لرعاية الحيوان، إن الكلاب والقطط لديها سمع أكثر حساسية بكثير مقارنة بالبشر، كما أن الضوضاء الضجة تفزعجهم. في الوقت نفسه، بيّنت دراسة أخرى لباحثين من ألمانيا والدنمارك وهولندا، استعانت بGPS لتحديد مكان الطيور، أن الإوز المهاجر غادر بشكل مفاجئ أماكن سباته خلال ساعات الاحتفال بالعام الجديد، وانتقل إلى أماكن أخرى بعيدة تماما عن تجمع البشر. وأوضحت هذه الدراسة التي أشرف عليها باحثون من المعهد الألماني ماكس بلانك المهتم بسلوكيات الحيوانات والمعهد الهولندي للإيكولوجيا أن الإوز طار في أسراب لمدة تزيد عن 500 كيلومتر ودون توقف، عكس ما عليه الحال في الأيام التي لا تشهد احتفالات، ولم تعد هذه الطيور لمكانها حتى بعد انتهاء الاحتفالات، وهاجرته بشكل نهائي، بحسب دويتشه فيله الألمانية. وأشار الباحثون إلى أن نسبة ولو قليلة من المفرقعات قد تغيّر سلوك الإوز بشكل قد يهدد حياة هذه الكائنات، خصوصا عندما تجبر على الهجرة في فصل الشتاء الذي يشهد انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة. وأوصى الباحثون بمنع هذه الاحتفالات في المناطق القريبة من الحدائق العامة التي تعيش فيها الطيور.