أكدت كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا، اليوم الأحد، الأنباء التي تحدثت عن احتجاز واشنطن، الليبي أبو عقيلة محمد مسعود خير المريمي، المتهم بتصنيع القنبلة التي انفجرت في طائرة شركة بان أمريكان، وأسقطتها فوق بلدة لوكيربي بالمملكة المتحدة قبل 34 عاما. وكانت رحلة بان أمريكان، في طريقها من لندن إلى نيويوركبالولاياتالمتحدة في نهاية ديسمبر عام 1988، عندما انفجرت قنبلة على متنها فوق بلدة لوكيربي الإسكتلندية، وأسفر الانفجار عن مقتل 259 شخصا هم كل من كانوا على متن الطائرة، منهم 190 أمريكيًا. ويعد هذا أعنف حادث إرهابي على الأراضي البريطانية، بحسب شبكة BBC البريطانية. ولم توضح أمريكا كيف وصل أبو عقيلة إلى أراضيها، لكن تقارير تحدثت قبل أيام عن اختفاء أبو عقيلة من العاصمة الليبية طرابلس، بعد اختطافه على يد جماعة مسلحة في ليبيا، الأمر الذي أثار تكهنات حول احتمال تسليمه إلى السلطات الأمريكية لمحاكمته. وقال مسؤول في وزارة العدل الأمريكية، اليوم الأحد، إن الولاياتالمتحدة احتجزت الرجل المتهم بصنع القنبلة التي فجرت رحلة "بان إم 103" فوق لوكربي في اسكتلندا عام 1988، موضحا أن أبو عقيلة، سيمثل لأول مرة أمام محكمة اتحادية في واشنطن. ونقلت شبكة CNN الأمريكية، مساء الأحد، عن متحدث باسم جهاز الادعاء العام في اسكتلندا، قوله إن عائلات القتلى في تفجير لوكيربي أُبلغوا أن المشتبه به "مسعود" محتجز في الولاياتالمتحدة. ووجهت الولاياتالمتحدة، إلى مسعود لائحة اتهام قبل عامين بالتورط في الحادث واتهمته بارتكاب جرائم إرهابية، بدعوى أنه لعب دورا رئيسيا في التفجير، وطالبت بتسليمه إليها ليحاكم على أراضيها. والليبي الوحيد الذي أُدين في حادث تفجير لوكيربي، هو عبد الباسط المقرحي، الذي عُوقب بالسجن مدى الحياة بعد محاكمته أمام محكمة اسكتلندية خاصة في هولندا عام 2001؛ لكن أُطلقت سراحه لاحقا في عام 2009 لأسباب إنسانية بعد تشخيص إصابته بالسرطان. وتوفي في ليبيا عام 2012. وكان المقرحي، يؤكد دائما براءته وينكر أي دور له في التفجير، ويقول إنه كان مديرا تنفيذيا في شركة الخطوط الجوية الليبية وليس ضابطا في المخابرات الليبية كما أشارت الاتهامات. وقال المتحدث باسم الادعاء في اسكتلندا، اليوم بعد إعلان القبض على أبو عقيلة، إن الادعاء والشرطة في البلاد سيواصلون العمل مع الحكومة الأمريكية ونظرائهم الأمريكيين في متابعة هذا التحقيق بهدف وحيد، هو تقديم الذين عملوا مع المقرحي إلى العدالة. وفي هذا السياق، نقلت وسائل إعلام ليبية عن عائلة أبو عقيلة، اليوم الأحد، أن عناصر من "القوة المشتركة" التابعة لوزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، هي من اعتقلت المريمي، يوم 17 نوفمبر الماضي، وجرى احتجازه في أحد مقراتها بمدينة مصراتة. ونقلت بوابة السوط الليبية، عن ابن شقيق المريمي، قوله إن أبو عقيلة مسعود الذي يناهز ال80 عامًا من العمر، كان طريح الفراش ساعة اعتقاله، حيث يعاني من مرض مزمن. وذكر أن أفرادًا من عائلة المريمي، زاروا أبو عقيلة في مقر احتجازه بمدينة مصراتة، وأُبلغوا بقرب إطلاقه، لكنهم تفاجؤوا بخبر تسليمه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكان مجلس النواب الليبي، قد أصدر قرارا في نوفمبر الماضي، ينص على رفضه بشكل قاطع محاولات إعادة فتح ملف قضية لوكربي، وتضمن القرار النص على محاكمة كل من يتورط من الليبيين في إعادة فتح الملف بتهمة الخيانة العظمى، بالإضافة إلى ملاحقة المتورطين في القبض على المواطن بوعجيلة مسعود المريمي، والتأكيد على بطلان كل ما يترتب على احتجازه من نتائج. إلى ذلك، كانت وزارة العدل بحكومة الدبيبة، قد أكدت في وقت سابق أن ملف قضية لوكربي قد أقفل بالكامل من الناحيتين السياسية والقانونية.