قال مسؤولون غربيون كبار، اليوم الثلاثاء، إن الهجوم على قواعد جوية في العمق الروسي سيوجه ضربة نفسية قوية لموسكو بما يعني أن عليها التفكير مليا في كيفية الحفاظ على سلامة قاذفاتها بعيدة المدى. وتعرضت قاعدة إنجيلز الجوية، القريبة من مدينة ساراتوف وعلى بعد 600 كيلومتر من أقرب أراضي أوكرانية، وقاعدتان جويتان أخريان إلى هجمات بطائرات دون طيار "درونز" في اليومين الماضيين على الأقل، بحسب وكالة "رويترز". ولم تعلن أوكرانيا عن مسؤوليتها عن الهجمات لكنها احتفلت بها في حين ردت روسيا "بضربة مكثفة على منظومة المراقبة العسكرية الأوكرانية". وقال المسؤولون الغربيون الكبار، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن الضربات وصلت إلى أقصى عمق داخل روسيا منذ غزوها أوكرانيا في 24 فبراير الماضي. وتابع أحدهم "لو كانوا (الأوكرانيين).. فهذا يظهر أنهم يستطيعون العمل داخل روسيا كما يحلو لهم، وهذا سيقلق الروس بشدة... أعتقد أنها توجه ضربة نفسية". وعبر المسؤولون عن ثقتهم في أن روسيا احتفظت بقاذفاتها الاستراتيجية بعيدة المدى في قاعدة إنجيلز، لكن عليها أن تفكر الآن في نقلها. وأضاف المسؤول: "ربما يدفع (الهجوم) باتجاه نقل هذه القاذفات إلى مواقع متفرقة.. إنها تجعل الروس بالطبع أقل ثقة.. في مدى أمان أي مكان". وتستخدم روسيا القاذفات منذ أكتوبر لتدمير شبكة الكهرباء الأوكرانية، في هجمات يقول المسؤولون الغربيون إنها تعكس زيادة اليأس عند الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ويرى محللون عسكريون أن الهجمات بطائرات بدون طيار "درونز"على روسيا رد على ضربها البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا. وقال المسؤولون الغربيون أيضا إن المزاعم بأن أوكرانيا نجحت بنسبة 85% في إسقاط الصواريخ الروسية معقولة وإن مخزون الطائرات الإيرانية المسيرة التي تستهدف بها موسكو البنية التحتية الأساسية للطاقة في أوكرانيا قد نفد على الرغم من التوقعات بإعادة تزويدها بهذه الطائرات. وقال أحد المسؤولين الكبار "ما نراه بوضوح هو شراكة أوثق بين روسيا وإيران بشأن توريد أنظمة أسلحة متطورة، وهذا أمر يثير قلقنا ونراقبه عن كثب"، على حد تعبيره.