عُرض ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفيلم البولندي "إيو EO" في 3 أيام مختلفة، للمخرج جيرزي سكوليموفسكي، الفائز بجائزة أفضل فيلم ضمن جوائز النقاد العرب للأفلام الأوروبية، وقد حصل سابقا على جائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل مؤلف موسيقي من مهرجان كان السينمائي. حرص عدد من النجوم المصريين على حضور الفيلم لأهميته على المستوى الفني، ومنهم: المخرجة ساندرا نشأت، والفنانين إلهام شاهين وليلى علوي وصبري فواز. كُتبت مقالات ومراجعات نقدية مختلفة عن فيلم "إيو"، ومنها ما نشر في "نيويورك تايمز" الأمريكية، حيث قالت مانوهلا جون دارجيس، إنه جولة مؤثرة ورائعة حول الحياة والحب والموت والتجاهل، وهو فيلم تعبيري جريء ينقل حياة بطله الصامت -الحمار- بأقل قدر من الحوار. قالت دارجيس: "استطاع الفيلم التعبير عن كيان هذا الكائن الداخلي والواقع الخارجي من خلال العالم الذي يعيش فيه، عن طريق المناظر الطبيعية الرعوية والحظائر المظلمة واللقطات المقربة وتوظيف الألوان الغاضبة منها والهادئة وحركات الكاميرا المتسارعة والبطيئة، وأحيانا تهتز ولحظات أخرى ترتجف". "إيو" الفيلم الأول الذي أخرجه المخرج البولندي جيرزي سكوليموفسكي، البالغ من العمر 84 عامًا منذ 7 سنوات، وقصة الفيلم بسيطة تلتزم في مخططها الأساسي برحلة البطل فقط في مغامرة، ويدخل عالمًا من عجائب ويواجه قوى خارقة بالنسبة له، وتحديات وإغراءات غريبة وعبثية ومرعبة في رحلته -على حد وصف دارجيس- وفي تلك الرحلة يشاهد "إيو" بشاعة الإنسان في كثير من التصرفات، صعق الثعالب الصغيرة بالكهرباء لكتم صوتها، وصيد الذئاب في الغابة بإطلاق النار عليها. وأضافت دارجيس: "الحياة ليست لطيفة وبها قليل من الحرية، هذه المعاني يفيض بها الفيلم وأن الحياة قاسية على الحيوانات لا يوبخنا المخرج أو يحاول معاقبتنا على مصير (إيو) ولكن يدعونا إلى التعاطف مع الأنواع الأخرى، والنظر إلى العالم الذي صنعناه لأنفسنا، ونرى ما نخسره بمعاملة الكائنات الأخرى على أنها أقل، يبدو هذا قاتمًا لكن لا يوجد فيلم شاهدته هذا العام قد أثر بي بعمق أو جعلني أشعر بالتفاؤل تجاه السينما أو أشركني بقوة فكرية هذا العمل". بينما قال ريتشارد برودي، صحفي وناقد سينمائي أمريكي، في صحيفة "نيويوركر"، إنه "تحديث دراما روبرت بريسون الكلاسيكية لعام 1966، حيث يكشف حيوان بريسون المقدس، الشر الكامن لقرية ريفية فرنسية، فإن حمار سكوليموفسكي هو مخلوق من العديد من الحالات المزاجية، التي تؤدي مغامراته واسعة النطاق عبر بولندا وإيطاليا إلى ظهور بانوراما لخبث الإنسان والبؤس والتعاطف، وتتألق شخصية (إيو) بفضل كادرات المخرج الخيالية الجريئة بصريًا وعاطفيًا". وهي ذات النقطة التي ركز عليها لوك هيكس، صحفي سينمائي أمريكي، في مقاله وفق مجلة "بيست" الأمريكية، حيث قال إن "الفيلم إعادة صنع بولندية لدراما فرنسية عُرضت في الستينيات، لكن المخرج سكوليموسكي ساحر صناعة الأفلام من حيث الأسلوب والتقنية، يعرف كيف يجذب انتباهنا كمشاهدين بالإبداع ومعدل تعبيره المتطور باستمرار". يذكر أن الفيلم حصل على تقييمات عالية على منصات التقييم الفنية العالمية، ومنها موقع "آي إم دي بي" 7/10، و98% على منصة "روتين توميتوز"، و80% على موقع ميتاكريتيك.