تقيم بولندا جنازتين رسميتين للشخصين اللذين لقيا حتفهما؛ إثر انفجار صاروخ في قريتهما الواقعة بالقرب من حدود بولندا مع أوكرانيا في وقت سابق من الأسبوع، وفقا لما قاله كاهن الإبرشية المحلية لوكالة الأنباء البولندية الرسمية، اليوم الجمعة. وقال الكاهن إنه سوف يتم إقامة الجنازتين المنفصلتين يومي السبت والأحد. وأصاب صاروخ مزرعة في برزيودو ببولندا، على بعد حوالي 6 كيلومترات من الحدود مع أوكرانيا، يوم الثلاثاء الماضي. وتسبب الانفجار الناتج عن ذلك، في مخزن للحبوب، في مقتل سائق جرار (60 عاما) وعامل مستودع (62 عاما). وذكرت وسائل إعلام محلية أن سائق الجرار كان يقود الجرار وهو على متنه حمولة من الذرة في المستودع وقت سقوط الصاروخ، بينما كان العامل الآخر يقف إلى جواره. والمواطنان اللذان لقيا حتفهما هما أول مدنيين يقتلان في بولندا، إحدى دول حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، جراء الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا. وعزت كل من بولندا وحلف الناتو، أول أمس الأربعاء، الضربة إلى صاروخ أوكراني مضاد للطائرات، بينما تم إلقاء اللوم في نهاية المطاف على موسكو في وضع كييف في موقف يتعين عليها فيه الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الروسية. كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد صرح أنه "من غير المرجح" أن يكون الصاروخ الذي أصاب قرية بولندية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا قد أطلق من الأراضي الروسية، مستشهدا بمعلومات عن مسار الصاروخ. ومن جهة أخرى، قال رئيس مكتب الأمن القومي البولندي، جاسيك سيفييرا لقناة "تي.في.إن.24" التلفزيونية إنه بعد أن أصابت صواريخ أراض بولندية يوم الثلاثاء الماضي، بدأت بولندا وأوكرانيا مفاوضات بشأن كيفية إشراك أوكرانيا في التحقيق بشأن الحادث. وناقشت الدولتان احتمالين: إما أن تقدم أوكرانيا طلبا دوليا للحصول على مساعدة قانونية أو يمكن للمدعي العام البولندي تشكيل مجموعة دولية من المحققين. وأضاف سيفييرا "حاليا، لم يطلب الجانب الأوكراني مساعدة قانونية: تجرى محادثات بشأن تشكيل مجموعة دولية". وحذر الرئيس البولندي، اندريه دودا اليوم الجمعة من أن بلاده يتعين أن تتوقع المزيد من التداعيات من الحرب الروسية على أوكرانيا المجاورة. وقال دودا في مدينة "جيشوف" شرق بولندا "لسوء الحظ، يتعين أن نستعد ، بمعنى وقوع حوادث مرة أخرى على حدودنا، نتيجة للحرب". وأضاف أن بولندا ستفعل ما بوسعها لضمان عدم حدوث ذلك. غير أنه كان من المستحيل حماية البلاد ضد حادث، مثل هذا الهجوم الصاروخي هذا الأسبوع، حيث لا يمكن لأي نظام دفاعي أن يتفاعل بسرعة كافية. وأفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بأن القوات الأوكرانية والروسية تخوضان قتالا شرسا في منطقة الفحم والصلب في دونباس شرقي أوكرانيا. وذكرت هيئة الأركان أن قرى مثل فوديان وكراسنوهوريفكا ومارينكا قرب بلدة أفديفكا تعرضت لهجوم بالمدفعية والدبابات اليوم الجمعة. ولم يتسن التحقق بصورة مستقلة من مزاعم كييف، لكنها تزامنت مع تقارير لمدونين عسكريين روس. ورغم ذلك لم يتغير موضع خط الجبهة. وتعرضت بلدة باخموت أيضا لقصف عنيف بالإضافة إلى منطقة كوبيانسك على الجبهة، وهي منطقة مفترق طرق سكك حديدية مهمة. وفي لندن، ذكرت وزارة الدفاع أن قوات روسية بدا أنها تستعد لمزيد من التقدم الأوكراني المحتمل، في أعقاب انسحاب القوات من غرب نهر "دنيبرو"، في إقليم "خيرسون"، في أحدث تقرير استخباراتي. وأضافت الوزارة أن "قوات روسية تواصل إعطاء أولوية لإعادة تجهيز وإعادة تنظيم وإعداد دفاعات عبر معظم القطاعات في أوكرانيا".