• COP27 له أجندة قوية ويركز على المشاريع بالتزامن مع قمة المناخ المنعقدة في مدينة شرم الشيخ بمصر، أجرى الصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد IFAD" جولة ميدانية تفقد خلالها بعض مشاريعه في محافظة كفر الشيخ. كانت على رأس الجولة عارضة الأزياء العالمية والناشطة في مجال المناخ، سابرينا ألبا، سفيرة النوايا الحسنة لصندوق "إيفاد IFAD"، وبصحبتها دينا صالح المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا وأوروبا بالصندوق، ومحمد عبدالقادر مدير مشروعات إيفاد في مصر، ورافقهم دكتور هاني عبدالعاطي، المدير التنفيذي لمشروع SAIL. الجولة بشكل أساسي ركزت على المشروعات الناتجة عما قدمه مشروع SAIL، وهو برنامج انطلق عام 2015، حيث وُقعت اتفاقية بين الحكومة المصرية والصندوق الدولي للتنمية الزراعية لتمويل مشروع جديد بعنوان "الاستثمارات الزراعية المستدامة". وتركز أهداف المشروع على الحد من الفقر، وزيادة الأمن الغذائي لفقراء الريف من الإناث والذكور في مصر، والعمل على أن يصبح صغار المزارعين قادرين على زيادة دخلهم وتحسين ربحيتهم. ويضم المشروع عدة مناطق: وادي الصعايدة ووادي النقرة في محافظة أسوان، ومنطقة غرب الفشن في بني سويف، ومنطقة غرب سمالوط في المنيا، ومطوبس في كفر الشيخ، والفئات المستهدفة هم 40 ألف أسرة ريفية، بالإضافة إلى توفير الدعم للمناطق المجاورة والمرتبطة بهم في صورة خدمات اقتصادية واجتماعية. يتكون برنامج التكيف مع التغير المناخي المُعد من قبل IFAD، من عدة نقاط، وهي: الزراعة المتكيفة مع تغير المناخ في الأراضي المستصلحة من خلال سياسة بيئية تمكن من التخطيط والتنفيذ الجيد، وإدارة الموارد المائية لزيادة الاستفادة على مستوى الزراعات الصغيرة للتعامل مع ندرة المياة وزيادة البخر واستخدام نظم الري الفعالة، والتنوع في مصادر الدخل وسبل المعيشة من خلال تعظيم التكيف مع تغير المناخ كقيمة مضافة للطاقة البديلة والمتجددة. وخلال الجولة، شاهد الضيوف عددا من المشروعات على أرض الواقع تعكس النقاط السابقة، وكانت زيارة إلى وحدة الأكوابونيك، أحد فروع الزراعة المائية، وهو عبارة عن نظام زراعي مزيج بين زراعة الأسماك واستنباط النباتات، ومعرض الصناعات البسيطة الخاص بربات البيوت، ووحدة البايوجاز في أحد المنازل الريفية، وزيارة لإحدى الأراضي الزراعية التي تتعاون مع مشروع SAIL لتوفير خدمات الأرصاد والدعم الزراعي من خلال المدارس الحقلية، التي تدعم المزارعين الصغار بطرق الزراعة الصحيحة والمفيدة لهم. قالت سفيرة النوايا الحسنة لصندوق "إيفاد IFAD"، سابرينا ألبا، في تصريحات ل"الشروق": "في قمة المناخ COP26، كان من الرائع أن أرى أخيرًا المحادثات حول (التكيف والتخفيف) معا في نقاشات موحدة، ولكن في القمة COP27 بشرم الشيخ، كان التكيف تمامًا كما يُعرف، والجميع يتحدثون بأجندة قوية ويركزون على المشاريع، وما رأيته اليوم في هذه القُرى من مشروعات نفذها الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، يظهر مدى أهمية تمويل صغار المزارعين للتكيف مع أضرار تغير المناخ". وعن دور المشاهير في التحدث عن قضايا المناخ، أوضحت: "من المهم التحدث عن القضية حتى وإن كان إلى فرد واحد فقط، سواء بوجود منصات و(إنفلونسرز) أو بدونهم، وممتنة بوجود القدرة لدي للحديث عن مثل هذه القضية، والأمر مسؤولية أخلاقية أكثر من كونه حديث عابر عبر منصة". كانت سابرينا تمتلك حماسا كبيرا تجاه المشروعات التي شاهدتها، حيث حرصت على اقتناء جلباب نسائي كهدية تذكارية لوالدتها من مصر، وتشجيعا للسيدة صاحبة المشروع، وهي -كإحدى الناشطات البارزات في مجال تغير المناخ- تركز على صغار المزارعين دائما في حوارتها، حيث قالت: "هم جزء أساسي من الحلول الموضوعة لمواجهة سلبيات تغير المناخ، لأن لديهم فهم للتنوع البيولوجي، وهم الجزء الأكثر ضعفا في حلقة التأثيرات الناتجة عن تغير المناخ، لأنهم يشكلون غالبية سكان الريف والمجتمعات، والصندوق لديه طريقة رائعة للمساعدة في إخراج الناس من براثن الفقر من خلال الزراعة، وهو أمر أعتقد بصراحة أنه مهم للغاية وشامل، لأن الاستثمار معهم هو حل طويل الأجل لمواجهة التغيرات، والناس يفهمون حاليا أنهم على رأس أولويات جدول إيفاد، وذلك أمر إيجابي". أثناء الجولة في إحدى الأراضي الزراعية التي كانت تعاني من الملوحة الزائدة وساعد مشروع SAIL في دعمها، تحدثنا أيضا إلى دينا صالح، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا وأوروبا بإيفاد، وقالت: "مبادئ الصندوق الدولي للتنمية الزراعية الأساسية تستهدف صغار المنتجين والمزارعين، وأهميتنا نحن الآن تزيد مع تغير المناخ". وتابعت: "على سبيل المثال، المزارعون بإحدى المناطق كانوا يعانون من زيادة الملوحة، مع الوقت وبالتدخلات، ساعدناهم على مواجهة هذه المشكلة وحلها من خلال تبطين الترع ومنع زيادة ملوحتها، كما أننا وضعنا لهم جهاز تنبيه مسبق لتنبيه المزارع بالتغيرات التي قد تحدث، مثل الأمطار أو الجفاف أو درجات الحرارة، وأيضا طرق الزراعة، وترسل لهم الرسائل عبر الهاتف من مركز المشروع التابع لوزارة الزراعة، ونحاول الحفاظ على البيئة أيضا من خلال الاستثمارات التي ندعمها، بالإضافة إلى دعم الريفيين على المستوى الاقتصادي، على سبيل المثال، مشروع البايوجاز الذي يوفر للمرأة الريفية أسعار أسطوانات الغاز". وقالت إن المعايير مختلفة وفق الواقع الموجود، لأن المعايير التي يمكن أن تُطبق في منطقة يمكن أن تتغير في أخرى، لكن الأساسيات نسبة الفقر وعدد أفراد الأسرة وهل فعلا هذا الاستثمار سوف يزيد دخلهم أو يساهم في تحسين البيئة.