تتواصل اليوم فعاليات اجتماع المندوبين الدائمين بجامعة الدول العربية وكبار المسؤولين في المركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال" بالعاصمة الجزائرية، بينما تنطلق أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة العربية في دورتها ال31. ومن المقرر أن يشهد اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي مناقشة عدد من الموضوعات الهامة في مقدمتها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وآثارها السلبية على الصعيد الاقتصادي العربي، وكذلك جائحة كوفيد 19 وما ترتب عليها من ركود فى الاقتصاد العالمي. كما يضم جدول الأعمال عددا من الموضوعات التي تم إعدادها من أجل تعزيز العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك، بما يدعم جهود الدول الأعضاء الرامية إلى تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 وفي مقدمتها إنشاء المركز العربي لدراسات التمكين الاقتصادي والاجتماعي بفلسطين، بالإضافة إلى طرح الإطار الاستراتيجي الاسترشادي لدعم العمل الاجتماعي، ودعم اليمن لمواجهة التحديات الصحية والإنسانية والاجتماعية، فضلاً عن استراتيجية عربية لتعزيز العمل التطوعي، واستراتيجية النهوض بعمل المرأة في إطار أهداف التنمية المستدامة، ودعم الجهود العربية للتعافي الاقتصادي والاجتماعي من تداعيات جائحة كوفيد -19. كما يضم الملف الاقتصادي عدد من المحاور الرئيسية منها الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي والاستخدامات السليمة للطاقة الذرية والتعاون الفضائي العربي والأمن الغذائي، واستدامة المراعي العربية، وغيرها من المحاور الاقتصادية الهامة في هذا الإطار، كل من أجل دعم العمل الاقتصادي العربي المشترك. من جهته، قال دكتور بهجت أبو النصر مدير إدارة التكامل الاقتصادى بجامعة الدول العربية إن هناك العديد من الملفات الاقتصادية المهمة المطروحة للنقاش ضمن جدول أعمال القمة العربية ال 31 بالجزائر، من أبرزها الأمن الغذائى ومنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى إلى جانب ملف خاص بضرائب الاقتصاد الرقمي، مشيرا إلى الإنجازات الكبيرة التي تحققت في تلك الملفات والتي من المقرر ان يتم عرضها على القادة العرب. وأضاف أبو النصر في تصريحات على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية بالجزائر، أن هناك بعض الأطروحات الجديدة بجدول أعمال القمة في إطار التكامل الاقتصادي العربي، ومنها آلية توحيد التعريفة الجمركية الموحدة، والتي تحتاج إلى قرار سياسي على غرار ما تم في مجلس التعاون الخليجي، وما تم في "الكوميسا" والتجمعات الإقليمية الأخرى، لأن التفاوض أخذ فترة كبيرة من الزمن وأصبح الأمر يحتاج إلى قرار سياسي من أجل توحيد التعريفة. على صعيد آخر، أكد السفير محمد مصطفى عرفي مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية، في تصريح له، أن هناك تعاون مشترك بين مصر والجزائر من أجل انجاح قمة لّم الشمل العربي، مضيفا أن الجميع يترقب بحرص شديد تحقيق ما هو مرجو من هذه الدورة، مشيرا لضرورة توحيد الجهود العربية لتحقيق الصالح لدول المنطقة العربية. وتابع: لا يزال النقاش مستمرة من خلال العديد من الملفات بين المندوبين الدائمين، حيث من المقرر أن يتم رفع جميع ما يسفر عنه هذا النقاش لمجلس وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة، وذلك للبت فيه قبل رفعه لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة العربية. من جهته، أكد مندوب سلطنة عمان وسفيرها بالقاهرة عبد الله عبد الناصر الرحبي، أن هناك توافقا بين جميع المندوبين الدائمين حول جميع النقاط المطروحة للنقاش بشكل ملحوظ، موضحا أن الجميع يتعاون للمساهمة في تحقيق الهدف من هذه الدورة وهو لّم الشمل العربي وتوحيد الموقف العربي وايجاد السبيل الامثل لتحقيق مصلحة الدول العربية وإنهاء جميع الصراعات والأزمات التي تمر بها.