«الإسلام والمسلمون التحديات والاستجابات فى القرن الحادى والعشرين» عنوان الكتاب الصادر مؤخرا عن الدار المصرية اللبنانية، للدكتور محمد نعمان جلال. يرى الكاتب أن هناك معاناة يتعرض لها المسلمون من زمن بعيد، وهى «حالة انفصام رباعى الأبعاد، حيث الدين العظيم فى قيمه ومبادئه من ناحية، والحضارة الإسلامية العريقة التى اتسمت بالانفتاح على حضارات عالمها المعاصر آنذاك من ناحية ثانية، ثم فترة طويلة من التخلف والجمود الثقافى والفكرى والعلمى والاقتصادى والاجتماعى من ناحية ثالثة، والرابعة هى مرحلة ممتدة من الاستبداد الذى يتعارض مع جميع المبادئ الإنسانية متحديا منطق التطور». ويعرض الكاتب فى مقدمته لاستطلاع رأى أجرته صحيفة «الجارديان» البريطانية فى أغسطس 2006، جاء فيها أن: 53% من البريطانيين يرون أن الإسلام يشكل تهديدا للغرب، وقيمه القائمة على الحرية والديمقراطية، وأن هناك 16% منهم فقط يرون أن المسلمين مواطنون صالحون، يحترمون القانون، وينددون بالإرهاب، وهى النسبة التى ارتفعت فى العام الماضى إلى 23 %، بينما نجد أن 18% يرون أن المسلمين البريطانيين لديهم استعداد للقيام بعمليات إرهابية. ومن هنا يحاول المؤلف فى دراسته «سبر أغوار المشكلة، واستلهام مقومات الإسلام الأصيلة، وفكر علمائه ومفكريه المستنيرين عبر العصور، مع إدراك أن بعض الآراء المطروحة قد لا يوافق عليها البعض، وهذا حقهم» ويكمل المؤلف: «لكننا ندرك فى نفس الوقت أن مسئوليتنا كباحثين ومفكرين أن نقدم التحليل المنطقى للمشكلة، وأن نطرح الآراء المختلفة، وأن نحذر من الخطر القادم الذى يتربص بنا، وأن نقدم تصورنا لكيفية الاستجابة للتحدى، إعمالا لمبدأ عزيز علينا أرساه الإمام الشافعى عندما قال: إن رأيى صواب يحتمل الخطأ، ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب».