واصلت الإدارة الأمريكية حربها الكلامية مع السعودية بسبب قرار تجمع أوبك بلس للدول المصدرة للنفط بقيادة السعودية وروسيا الأسبوع الماضي خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا، اعتبارا من أول الشهر المقبل. وقالت واشنطن إنها أبلغت المملكة بأنه لا يوجد أساس من أوضاع السوق، لخفض الإنتاج، وطالبتها بتأجيل الخفض إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي أوائل الشهر المقبل.
وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي جاءت بعد يوم واحد من إعلان السعودية رفضها للانتقادات الأمريكية لقرار خفض الإنتاج، قائلة إنه استند "إلى أهداف نبيلة" تتمثل في تجنب تذبذب سوق النفط وليس لاعتبارات سياسية.
وأوضح كيربي أن الولاياتالمتحدة قدمت للسعودية تحليلات توضح أن قرار خفض الإنتاج لا يستند إلى ظروف السوق، مضيفا أنه كان يمكن للرياض وشركائها في التجمع "الانتظار حتى اجتماع اوبك المقبل لرؤية كيفية تطور الأمور".
وأضاف "تواصلت دول أخرى في أوبك مع الولاياتالمتحدة سرا وقالت إنها رفضت قرار السعودية، لكنها اضطرت لتأييد توجه السعودية".
وتابع "وزارة الخارجية السعودية تستطيع المداورة أو الانحراف لكن الحقائق بسيطة في الأسابيع الأخيرة أبلغنا السعوديين سرا وعلانية اعتزامهم خفض إنتاج النفط، وهم يعرفون أنه سيزيد الموارد الروسية ويقلص فاعلية العقوبات".
وصرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، اليوم بأن حكومة المملكة أطلعت على التصريحات الصادرة تجاه البلاد عقب صدور قرار أوبك بلس الأسبوع الماضي، والتي تضمنت وصف القرار بأنه بمثابة انحياز للمملكة في صراعات دولية وأنه قرار بني على دوافع سياسية ضد الولاياتالمتحدة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن المصدر القول: "تود حكومة المملكة العربية السعودية بدايةً الإعراب عن رفضها التام لهذه التصريحات التي لا تستند إلى الحقائق، وتعتمد في أساسها على محاولة تصوير قرار أوبك بلس خارج إطاره الاقتصادي البحت؛ وهو قرار اتخذ بالإجماع من كافة دول مجموعة أوبك بلس".