احتفلت السفارة الإسبانية بالقاهرة، مساء أمس الأربعاء، باليوم الوطني لإسبانيا، الذي يتزامن مع الحدث التاريخي الذي تمثل في وصول البعثة الإسبانية بقيادة كريستوفر كولومبوس إلى أمريكا. حضر الاحتفالية السفير ياسر هاشم نائب مساعد وزير الخارجية، والكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة «الشروق» وعضو مجلس الشيوخ، والكاتب الصحفي محمود مسلم رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، بالإضافة إلى العديد من السفراء المعتمدين لدى مصر، ونخبة من الصحفيين والإعلاميين ورجال الأعمال والجالية الإسبانية في مصر. وقال السفير الإسباني لدى مصر، ألبارو إيرانثو، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه نائب رئيس البعثة، ألفونسو دييث توريس، إن اليوم الوطني لإسبانيا يُعتبر دائما مناسبة خاصة بالنسبة لجميع ممثلي إسبانيا في الخارج، مشيرا إلى أن احتفال هذا العام يكتسب أهمية أكبر لأنها «المرة الأولى التي نحتفل فيها بهذه المناسبة بعد وصولي للقاهرة كسفير جديد، وبلا قيود خاصة بفيروس كورونا». وأكد عمق الروابط السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين إسبانيا ومصر، ومدى التقارب التاريخي والثقافي والإنساني الوثيق الذي «يربطنا كدول متوسطية»، موضحا أن مصر تعد دولة رئيسية؛ نظرًا لكونها قوة إقليمية أساسية لتحقيق استقرار الشرق الأوسط، ومنارة سياسية وثقافية للعالم العربي. وأشار إلى أن إسبانيا ومصر تعملان على تطوير علاقة مثمرة بينهما في العديد من المجالات «لتقوية روابطنا الاستراتيجية»، لافتا إلى وجود إمكانات نمو كبيرة للشركات الإسبانية في قطاعات مهمة لمصر، مثل النقل والبنية التحتية والطاقة المتجددة والزراعة والمياه والصحة، كما وصلت العلاقات السياسية والدبلوماسية إلى وئام كبير، حيث ازداد عدد الزيارات الثنائية رفيعة المستوى بشكل ملحوظ في العامين الماضيين. ولفت إلى وجود نية لإسبانيا في أن يتم تمثيلها على أعلى مستوى سياسي في قمة الأممالمتحدة للمناخ COP27 المقرر عقدها في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل، متابعا: «نثق كثيرًا في قدرة القيادة المصرية على إنجاح تلك القمة، وختامها باتفاقيات ملموسة وقابلة للتحقيق، لمواجهة التحدي المتزايد المتمثل في تغير المناخ، من أجل مصلحتنا، وقبل كل شيء، مصلحة الأجيال القادمة». وتابع أن تغير المناخ يعد مثالًا ممتازًا للتعاون بين مصر وإسبانيا في القضايا العالمية، بالإضافة إلى التعاون المتميز الذي يربطنا على صعيد مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، لافتا إلى ضرورة مواجهة التحديات من خلال أقصى درجات الاحترام لحقوق الإنسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مستطردا: «وفي هذا السياق، نهنئ ونرحب بانطلاق الحوار الوطني في مصر، وإعادة إطلاق لجنة العفو الرئاسي». ومن جانبه، أكد السفير ياسر هاشم نائب مساعد وزير الخارجية، أن العلاقة بين البلدين «طيبة» ومتقاربة حيث يوجد بيننا تاريخ مشترك من العلاقات، التي نفخر بتطويرها وتعزيزها، لافتا إلى «أننا نتعاون معا في المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية».