بعد نحو تسع سنوات على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، توقفت حركة المرور على "جسر القرم" الذي يجسد رمزا لعملية ضم شبه الجزيرة لروسيا، والذي يستخدم لنقل المعدات العسكرية الروسية على وجه الخصوص للحرب في أوكرانيا، كما يعد حلم الزعيم الراحل للاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين، والذي حققه بوتين بعد 7 عقود.. فما دلالة ذلك الجسر؟ وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن ذلك الجسر يمثل دلالة رمزية واستراتيجية لروسيا، موضحة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، افتتح ذلك الجسر في مايو 2018، والذي يبلغ طوله 19 كيلومترًا، ويمتد الهيكل عن طريق مسار إجباري على مضيق كيرتش لربط شبه جزيرة القرم بروسيا بعد الضم. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه عمل على بناء ذلك الجسر ما يصل إلى 15 ألف عامل ومهندس لإنجاز ذلك المشروع في وقت قياسي، على الرغم من مخاوف الخبراء، من العقوبات الغربية، وتكلفته الإجمالية المقدرة بنحو 3 مليارات يورو. ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإن روسيا تعمل جاهدة لاستكمال بناء خط سكة حديد موازٍ للجسر فوق مضيق كيرتش. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن ذلك الطريق المرقّع يفسح المجال لشريان، يغذي مسارين في كل اتجاه، موضحة أن القادمين من أنابا، في منطقة كراسنودار الروسية، لا يستغرقون أكثر من ساعة ونصف بالسيارة للوصول إلى جسر القرم، الذي يمتد طوله ثمانية عشر كيلومترًا من الأسفلت المعلق فوق الأمواج ذات اللون البرونزي، والمقسمة بين بحر آزوف على اليمين والبحر الأسود على اليسار، لتكون على مرمى البصر من أوكرانيا. ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن ذلك الجسر المبني على مضيق كيرتش، يمثل الرمز الأكثر وضوحًا لضم شبه الجزيرة، إذ طبع الكرملين في 18 مارس 2014، شعاراً، على قمصان أو أكواب على شكل طرفي الجسر، في محلات بيع التذكارات. ويشتهر المضيق بعواصفه الشتوية العنيفة، وتهب رياح جليدية لكن لم يعرقل تشييده شيئًا، وهو الأمر الذي عُهد به إلى أركادي روتنبرج، وهو صديق مقرب لرئيس الكرملين. وفيما يتعلق بالدلالة التاريخية لذلك الجسر فتعود لعام 1943، إذ خطط هتلر لبناء جسر مماثل في ستة أشهر، ولكن فشل، بحسب "لوموند". وأضافت الصحيفة الفرنسية أنه عام 1944، على نفس الطريق، بعد هزيمة القوات الألمانية أراد ستالين بناء الجسر لكنه حلمه لم يتحقق حتى جاء فعلها بوتين بعد سبعين عاماً. وبالنسبة لحركة المرور، فإنها ليست كثيفة للغاية على ساحة الانتظار نظراً لهبوب الرياح بشكل مستمر، وبحسب الرواية الرسمية، فقد استخدمت أكثر من 3.5 مليون مركبة هذا الطريق الجديد منذ افتتاحه، كما تقوم ألف شاحنة شحن بالعبور كل يوم. واختتمت "لوموند" قائلة: "بغض النظر عن الأرقام، فإن جسر القرم ينذر الآن بمرحلة جديدة، فبحلول نهاية العام، سيكتمل الشريان الموازِ، سكة حديدية من المفترض أن تحمل خمسة عشر قطارًا في اليوم".