قالت صحيفة "جارديان" البريطانية، في تقرير اليوم الثلاثاء، إن روسيا لم تعد تسيطر ميدانيا بشكل كامل على أي من الأقاليم الأوكرانية الأربعة التي ضمتها الأسبوع الماضي (لوجانسك ودونستيك وزابوريجيا وخيرسون)، وذلك بعد ورود تقارير تفيد بأن القوات الأوكرانية تقدمت عشرات الكيلومترات في خيرسون جنوب البلاد فضلا مكاسب إضافية في الشرق. وأقر الجيش الروسي، أمس الاثنين، بأن القوات الأوكرانية اخترقت منطقة خيرسون قائلا إن تلك القوات ووحدات الدبابات التابعة لها تمكنت من "اختراق أعماق دفاعنا" حول قريتي زولتايا بالكا وأليكساندروفكا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسي إيجور كوناشينكوف، إن القوات الروسية احتلت ما أسماه "خط دفاعي معد مسبقا"، وزعم أنهم استمروا في إلحاق أضرار جسيمة بالنيران بالقوات الأوكرانية. وأوضحت جارديان: "تعليقات كوناشينكوف هي اعتراف بأن الهجوم المضاد في جنوبأوكرانيا تتسارع وتيرته بشكل كبير، بعد شهرين من بدءه". وأضافت: "يبدو أن القوات الأوكرانية حققت أكبر اختراق لها في المنطقة منذ بدء الحرب، حيث اندفعت عبر خط المواجهة وتقدمت بسرعة على طول نهر دنيبر". وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن كييف لم تقدم تأكيدا رسميا للمكاسب، لكن مصادر روسية اعترفت بأن هجوم الدبابات الأوكرانية تمكن من استعادت عددا من القرى على طول الطريق. وقال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، إن اللواء 129 الأوكراني من مسقط رأسه في مدينة كريفي ريه قد حرر مستوطنات أرخانهيلسكي وميروليوبيفكا في منطقة خيرسون الشمالية، كما ورفع جنود اللواء العلم (الأوكراني) الأزرق والأصفر في ميروليوبيفكا من سقف دمرته القذيفة. وأشار المدونون العسكريون الروس، إلى أن تقدم أوكرانيا كان مبهرا، قائلين إن قوات كييف كانت قريبة من دودتشاني، على بعد حوالي 20 ميلا (30 كم) جنوب المكان الذي وقفت فيه الجبهة قبل الاختراق، مما يشير إلى أحد أسرع التطورات في الحرب. وأفادت "جارديان"، بأنه في علامة على الاضطرابات داخل قيادة الجيش الروسي، ورد أن قائد المنطقة العسكرية الغربية أقيل أمس الاثنين في أعقاب الهزائم الأخيرة، مضيفة: "من الواضح أن هذا مرتبط بأخطاء الحرب التي أصبح من الصعب إخفاءها". وقال مسؤول سابق في وزارة الدفاع الروسية كان يعمل مع أليكسندر زورافليوف قائد المنطقة العسكرية الغربية الجديد، إن الكرملين يبحث عن كبش فداء، مضيفا أن الضغط على قائد القوات المسلحة الروسية فاليري جيراسيموف سيزداد. ووفقا للصحيفة، تسيطر روسيا على حوالي 30٪ فقط من منطقة زابوروجيا، وهذا يشمل محطة الطاقة النووية زابوريجيا ولكن ليس المدينة. وأشارت قنوات التواصل الاجتماعي، إلى أن القوات الروسية منعت المدنيين مؤخرا من المغادرة عبر نقطة عبور إلى الأراضي التي تخضع لسيطرة الحكومة الأوكرانية. ولا تزال روسيا تحتل حوالي 15% من أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، لكن منذ سبتمبر الماضي، استعاد الأوكرانيون أجزاء كبيرة من الأرض، عبر هجومين مضادين في الشمال الشرقي والجنوب. وفي شرق دونباس، اعترف القادة الانفصاليون المحليون، بأن الجيش الأوكراني قد عبر الحدود الإدارية لمقاطعة لوجانسك، متقدمًا من ليمان، و تسيطر روسيا على حوالي نصف إقليم دونيتسك فقط.