دعا صندوق النقد الدولي الحكومة البريطانية إلى إعادة النظر في مشروع ميزانيتها الجديدة الذي يتضمن تخفيضات ضريبية كبيرة، مما أدى إلى تراجع قيمة الجنيه الإسترليني لمستويات قياسية وارتفاع العائد على السندات البريطانية بشدة. ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء، عن متحدث باسم صندوق النقد القول إنه "في ضوء ضغوط التضخم المتزايدة في الكثير من الدول بما في بريطانيا، لا نوصي بحزم تحفيز مالي كبيرة وغير مواجهة في هذا الظرف، حيث أنه من المهم معرفة أن هذه السياسة المالية لا تنجح عندما تتعارض مع أهداف السياسة النقدية". وأضاف أن "طبيعة الإجراءات البريطانية يمكن أن تؤدي إلى تزايد التفاوت في الدخول في بريطانيا". يذكر أن وزير الخزانة البريطاني كواسي كوارتنج أعلن يوم الجمعة الماضي ميزانيته المصغرة التي حددت أكبر برنامج لتخفيضات الضرائب منذ 50 عاما، حيث تضمنت رفع المستوى الأعلى لضريبة الدخل وخفض معدل الضرائب الأساسي بمقدار نقطة مئوية. كما ألغت زيادة في نسب التأمينات الوطنية التي كانت مطبقة مطلع هذا العام، مع اقتراض أكثر من 70 مليار إسترليني (73.8 مليار دولار) إضافية. وقال كوارتنج، إن التخفيضات "في صالح المواطنين على كل مستويات الدخل" وسط اتهامات بأن الحكومة تساعد الأثرياء بشكل رئيسي. ودافع كوارتنج ورئيسة الوزراء ليز تراس عن الحزمة، على الرغم من أن تحليلات تشير إلى أن التدابير، التي تشمل إلغاء المعدل الأعلى لضريبة الدخل لأصحاب الدخل المرتفع، لن تتسبب سوى في زيادة دخل الأسر الأكثر ثراء، بينما سيتفاقم الوضع بالنسبة لمعظم المواطنين.